• العنوان:
    بوصلة الوَعْي وعهدُ الإسناد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم يكن الخطاب الذي ألقاهُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أمام المؤتمر القومي العربي في بيروت، مُجَـرّد عرضٍ للمواقف السياسية أَو سردٍ للإنجازات العسكرية، بل كان بيانًا تأسيسيًّا وبُوصلةً إيمانيةً واستراتيجيةً، وُضعت لتُثبِّتَ الأُمَّــة على صراطِ الحقِّ في مواجهةِ الهيمنةِ الصهيونيةِ الأمريكيةِ.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لقد جاء الخطابُ من عمقِ الصمودِ اليمنيِّ، ليُعلِنَ أنَّ زمنَ التردّد والانكفاءِ قد ولَّى، وأنَّ الأُمَّــة تملكُ القدرةَ والإرادَة لكسرِ قيودِ الذلِّ.

لقد ارتكز الخطابُ على قضيةٍ واحدةٍ ووحيدةٍ هي "مركزيةُ المقاومةِ في ظلِّ التهديداتِ الإقليمية"، مجسدًا ذلك من خلال ثلاثيةٍ محوريةٍ تشكّلُ جوهرَ المشروعِ القرآنيِّ في هذه المرحلةِ:

الرهانُ على إرادَة الشعوبِ وإفشال "الاستباحة":

كشفَ السيد القائد بوضوحٍ عن المخطّط الأمريكيِّ الإسرائيليِّ لـ "فرضِ معادلةِ الاستباحةِ" على المنطقة، وهي محاولةٌ لنزعِ سلاحِ المقاومةِ وإلزام الأُمَّــة بالخضوعِ والتطبيعِ كأمرٍ واقع.

لكنه، في المقابل، وضعَ الثقةَ المطلقةَ في إرادَة الشعوبِ الحيةِ والواعيةِ، مُشيرًا إلى أنّ التحَرّك الجماهيريَّ الواسعَ والوعيَ العميقَ هما الحصنُ المنيعُ ضدَّ مؤامراتِ الأعداء، خَاصَّة في ظلِّ خِذلانِ الأنظمة المتواطئةِ.

هذه الرؤيةُ تُعيدُ للشعوبِ دورَها المحوريَّ وتُفشِلُ محاولاتِ حصرِ الصراعِ في المربَّعِ الرسميِّ الضيق، مؤكّـدًا أنَّ العزةَ والكرامةَ لا تُمنَحُ بالصمتِ بل تُنتزَعُ بالجهادِ.

اليمنُ..

جبهةُ الإسنادِ التي أربكتْ حِساباتِ واشنطن:

مثّلَ الجانبُ المتعلقُ بإسنادِ غزةَ ذروةَ القوةِ والصدقِ في الخطابِ.

لم يكتفِ القائدُ بالإشارة إلى الموقفِ، بل قدَّمَ أرقامًا دقيقةً ومؤثرةً، مؤكّـدًا أنَّ اليمنَ قد نفَّذَ أكثر من 1830 عمليةَ إسنادٍ، وأنَّ دوره كان "مميزًا وكبيرًا"، لدرجةِ إجبار حاملاتِ الطائراتِ الأمريكيةِ على مغادرةِ المنطقةِ، في فشلٍ واضحٍ لم يسبق له مثيل.

هذه الأرقام، بحدِّ ذاتها، تُشكِّلُ وثيقةَ إدانة تاريخيةٍ لجميعِ المتخاذلين الذين اكتفوا بالبياناتِ الشكلية، وتُثبِّتُ اليمنَ كقوةِ ردعٍ استراتيجيةٍ لا يمكنُ تجاوزُها في أي معادلةٍ إقليميةٍ، مُحوِّلًا الإمْكَاناتِ المحدودةَ إلى فاعليةٍ لا حدودَ لها ببركةِ التوكلِ على الله والالتزام بالبوصلةِ القرآنيةِ.

الزوالُ الحتميُّ والمُستقبلُ المُنارُ:

ختمَ السيد القائدُ خطابَهُ بتأكيدٍ عقائديٍّ راسخٍ بأنَّ زوالَ الكيانِ الصهيونيِّ أمرٌ حتميٌ وقدرٌ لا مفرَّ منه، وأنَّ المنطقةَ لن تنعمَ بالأمنِ والاستقرار طالما ظلَّ هذا العدوّ محتلًّا لفلسطينَ ومتحَرّكًا بمخطّطهِ التوسعيِّ والعدوانيِّ.

إنَّ هذا التأكيدَ ليس تمنيًّا، بل هو قراءةٌ إيمانيةٌ معمقةٌ للتاريخِ وسُننِ اللهِ، مُدعَّمةٌ بالصمودِ الأُسطوريِّ في غزةَ، وتصاعدِ جبهاتِ الإسنادِ.

لقد كان خطابًا يُعيدُ ترتيبَ الأوراق، ويُحدّد المصيرَ، ويُبثُّ الأملَ بأنَّ مرحلةَ الهزائمِ قد انتهت، وأنَّ عهدَ الانتصاراتِ قد بدأ، ببركةِ الصدقِ في الوعيِ والجهادِ، وأنَّ مصيرَ الأُمَّــة مرهونٌ بمدى اصطفافها مع الحقِّ ودعمِها لرجالِ المقاومةِ.

خطابات القائد