ومنذ فجر الجمعة، شهدت مدن القدس والخليل ونابلس وطولكرم وجنين وبيت لحم وقلقيلية سلسلة اقتحامات واعتقالات واعتداءات طالت المدنيين وممتلكاتهم، وأسفرت عن ارتقاء شهداء وجرحى بينهم أطفال.

ففي القدس المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد طفلين برصاص قوات العدو في بلدة الجديرة، التي شهدت عملية اقتحام عنيفة انتهت باحتجاز جثماني الشهيدين، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدو الدموي بحق الأطفال الفلسطينيين.

وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من المواطنين برصاص وجروح متفاوتة خلال اعتداءات متفرقة، حيث أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة مواطن بالرصاص قرب جسر بلدة عطارة شمال رام الله، و15 مواطناً آخرين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بيت ليد قرب طولكرم شمال الضفة، فيما أصيب شاب بالرصاص المطاطي والعشرات بالاختناق جراء قمع فعالية قطف الزيتون بين كفر قدوم وبيت ليد.

أما على صعيد الاعتقالات، فقد شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة، اعتقلت خلالها عدداً من الشبان، بينهم أربعة في مدينة طولكرم بعد مداهمة منازل في حارة السلام، وثلاثة آخرين في منطقة رأس العين بمدينة نابلس، إضافة إلى اعتقال فتى في بلدة عزون شرق قلقيلية وشاب آخر عقب اقتحام مفرق كشيكة في نابلس، كما طالت الاعتقالات عدداً من المواطنين في النصارية شرق المدينة بعد احتجازهم والاعتداء عليهم.

وترافقت الاعتقالات مع اقتحامات متكررة لمناطق عدة في الضفة، شملت مدن نابلس وبيت لحم وقلقيلية والخليل وطولكرم، حيث داهمت قوات العدو عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها، كما اقتحمت مناطق رأس العين ومخيم بلاطة ووادي أبو اكتيلة، إلى جانب بلدات حلحول شمال الخليل وزيتا شمال طولكرم وعرابة جنوب غرب جنين.

وفي الوقت نفسه، واصل الغاصبون "المستوطنون" اعتداءاتهم تحت حماية قوات الاحتلال، حيث أقدموا على إحراق أراضٍ زراعية للمواطنين الفلسطينيين جنوب جنين، وتحطيم أشجار زيتون جنوب الخليل، في إطار سياسة الإجرام المنظم ضد الفلسطينيين ومصدر رزقهم.

وإزاء هذه الجرائم والانتهاكات، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات العدو في عدد من المناطق، أبرزها بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز بكثافة بين منازل المواطنين، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.ط، كما تجددت الاشتباكات في مواقع أخرى في طولكرم ونابلس وقلقيلية، تعبيراً عن رفض الفلسطينيين لسياسات كيان الإجرام العدوانية وممارساته القمعية.

وتؤكد هذه الانتهاكات المتصاعدة أن الاحتلال الصهيوني ماضٍ في سياسة التصعيد الممنهج لإخضاع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته، في وقت يواصل فيه الفلسطينيون مقاومتهم وصمودهم؛ ليؤكدوا أن جرائم العدو لن تنال من عزيمتهم، وأن دماء الشهداء ستبقى وقوداً لاستمرار النضال حتى زوال الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات.