• العنوان:
    آفاق الردع اليمني وتحوّل ميزان القوى منذ 2015 – 2025م
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في خطاب الذكرى السنوية للشهيد 1447هـ للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- تثبتت في آذان ووجدان الشعب اليمني العظيم وكل محور المقاومة وأحرار العالم حقيقة راسخة عبارتها: "اليمن خرج من جولة المواجهة ضد العدو الصهيوني بأقوى مما كان عليه في المراحل الماضية".
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هذه الجملة الصادقة من هذا القائد العظيم الأصدق في هذا العالم، عند الالتزام بحروفها ومعانيها، ودلالاتها وأبعادها ورسائلها، تشكّل إطارًا مرجعيًا لتحليل متدرج، يربط بين ما تحقق ميدانيًا، وما يتطلبه الاستعداد للجولة القادمة، وما يواكبه من بُنى شعبية وسياسية واقتصادية، وقِيَمِيَّة وإنسانية، تكرس لدى المتابع محاور أساسية مستخلصة في بناء للقدرات العسكرية من ناحية تدريب وتأهيل والتصنيع والابتكار والتطوير والتحديث والمواكبة، واحتشاد شعبي واستعداد على كل المستويات.

حضور هذه المحاور يعكس عملية تراكمية لبناء القدرات العسكرية، ترتبط بدروس التعامل مع التقنيات والتكتيكات الغربية، ومدعومة بنشاط شعبي هائل ومكثف، ونتيجتها: اليمن خرج بخبرة ميدانية مؤهلة وبمنظومة استعداد قابلة للتحوّل إلى فعل حين يُستدعى القيام به على أي مساحة وفي أي ميدان وفي أي لحظة ينزلق العدو فيها.

وإذا ما ربطنا خطاب السيد القائد بما ورد في كلمة القائم بأعمال رئيس الوزراء اليمني في حكومة التغيير والبناء العلامة محمد أحمد مفتاح، وتشديد حديثه عن محاولة حصار العدو لقمة العيش لشعبنا اليمني، فهذا يؤكد أن المعركة تمتد من الجبهات العسكرية إلى الجبهة الاقتصادية التي يحاول العدو الأمريكي السعودي إدارتها عبر محاولة تجديد الحصار على الشعب اليمني والضغط عليه في لقمة عيشه.

تسليط الضوء في هذه المرحلة على لقمة العيش ومن قبل مفتاح حين قال: "إن الشعب اليمني لن يخضع، وأن مواجهة الضغوط الاقتصادية تشكّل جزءًا من منظومة الصمود"، وهذا يزيد من وقود المعركة المرتقبة ويغذيها ببعد استراتيجي يُسخّن النشاط الشعبي الهائل والمكثف الذي وصفه السيد القائد بـ"الحارس" الذي يحمي عملية البناء من محاولات استهدافها عبر الحصار.

التكتيك والعتاد

في هذا الصدد يثبت كلام السيد في المحور العسكري بوضوح أن اليمن يتوشح رداءه وإزاره ويستل سيفه من غمده، بعد أن اكتسب خبرة تراكمية، وخبرة التعامل مع تقنيات وتكتيكات العدو وكشف نقاط قوته وضعفه، ورصد لحظات ومكامِن الانقضاض عليه، فطور قدرات عسكرية تمثّلت في صواريخ وطائرات مسيرة وأدوات ردع أخرى. وهذا الإدراك والخبرة العميقة يحكم جوهريًا على أن السلاح يُقاس بمدى جاهزيته للتوظيف التكتيكي، ويشير مباشرة إلى أن اليمن قادم حتمًا على جولة مواجهة ضد العدو الصهيوني، يُنْبِئ عن استعداد مُنظَّم، بمعنى أن العناصر المنهجية للبناء قد أُنجزت، والعناصر العاطفية للشعب قد تُوجّه عند الاقتضاء.

الاستعداد

العبارة التي كرّرها السيد القائد: "أن اليمن مستعد لأي جولة صراع قادمة يمكن أن يتورط الأعداء فيها"، تُقرأ كتحذير ذكي محاط ببُعدٍ سياسي يُنْبِئ عن منظومة ردع تعمل في أُطُر زمنية؛ منظومة تُبلغ الخصم أن الحسابات تغيّرت، وهذه المنظومة لا تُعلن نفسها وقبل ذلك تُظهِر نتائجها عبر الوقائع، بأن خرجنا من هذه الجولة بأقوى مما كنا فيه، وهنا تدريب وتأهيل، ونُقدم دروسًا بالتعامل مع التقنيات والتكتيكات الغربية.

وعن أثر المواقف الداعمة لفلسطين، فمشروعية الفعل التضامني لشعبنا العزيز ومواقفه العظيمة ضد العدو الصهيوني مع الشعب الفلسطيني المظلوم، يُصاغ كثمرة من خبرة سابقة؛ فاليمن وقف بكل فاعلية ميدانية أثّرت في واقع المواجهة، وأعاد رسم البوصلة الإقليمية، مؤكدًا بأنه كقوة تأثير عسكريًا وسياسيًا وإنسانيًا.

السيناريوهات والحسابات

اليمن يرسم سيناريوهات متعددة، تختلف درجات انخراط الخصوم فيها، معطاها: العالم لم يعد يرى اليمن كما رآه سابقًا؛ أي أن اليمن اليوم غير اليمن 2015م، وهذه عبارة تستدعي وقفة تأمل على ضوئها سيُجبر العدو السعودي والصهيوني والأمريكي.. وغيرهم، في هذا العام وما يليه، على التردّد في الانخراط المباشر؛ ويضطر للاستمرار في ممارسة الأدوار الخلفية؛ وسيسعى لتقليص المخاطر عبر صفقات أو ضغوط اقتصادية، أما اليمن فموقفه واضح بأنه جاهز للمواجهة بالقوة والقدرة والإرادة، والاستعداد على كل المستويات، وبفارق كبير عن ذي قبل.

سلاح البر وتجربة التسع سنوات

على البُعد التكتيكي فإن السلاح الحاسم في المواجهة المحتملة سيكون سلاح البر، وهو استنتاج مهم ينبثق من تحليل الخبرة التي اكتسبها اليمن عبر التسع سنوات، هذه التجربة، أعطت اليمن قدرة على توظيف كل مورد بطريقة غير تقليدية: التضاريس، الجاهزية الشعبية، الخبرة في الصمود، والقدرة على ابتكار حلول دفاعية وهجومية لم تُقَدَّر بعد.

وبالعودة إلى تأكيد السيد القائد بأن اليمن اليوم "أقوى مما كان عليه"، يتجسّد المعنى في ثلاثية لا تفاوض عليها: بناء مستمر — استعداد دائم — احتشاد شعبي فعال، وهذه الثلاثية تُقرأ في وقائع وممارسات، في ضوئها تُصبح الجولة القادمة مُستعداً لها ومُحَضَّراً لها بإرادة مُتَجَذِّرَة، وبقدرة ميدانية تراكمية، وباحتضان شعبي لا يلين.


خطابات القائد