يا أيُّها النجم الذي اجتازَ الردى

وسما سلوكاً في تفاصيلِ الفدا

 

أنفقتَ نفسكَ للمكارمِ صانعاً

مجداً يصيغُ النبلَ في عرشِ المدى

 

وبذلت مالكَ رُغمُ قلتهِ ولم

تبخلْ به كلا ولم تمسكْ يدا

 

وتركتَ للإيثارِ في أرواحنا

سفراً تلاهُ البذلُ في قلبِ الندى

 

علمتنا إن الجهادَ مواقفٌ

في كل ميدانٍ يشيدُ سؤددا

 

فتجسدتْ فيكَ السجايا جملةً

وبنتْ بأعماقِ المواقفِ مشهدا

 

أسستَ خارطةَ المبادئِ بالعطا

وعلى ضفافِ النصرِ أضحتْ موردا

 

وغرستَ فيمن خالطوكَ محامداً

قُرئت بأخلاقِ الشبابِ قصائدا

 

وأقمتَ قلبكَ للهدايةِ موطناً

في كلِ محرابٍ يؤذنُ بالهدى

 

وجعلتَ روحكَ للشهادةِ مسجداً

صلى به الشعبُ العزيزُ تعبُّدا

 

وصلاةَ عمركَ للورى أنفقتها

وِرْداً بهِ الشعبُ اليماني أنشدا

 

وصنعتَ من معناك مدرسةً لها

حرمٌ بوجدانِ الحياةِ له صدى

 

لله أوقفتَ الفؤادَ وما حوى

لمسيرةِ القرآنِ كي تتجسدا

 

وزَّعتَ وَعْيكَ بين أفئدةِ الملا

هدياً به جيلُ الصمودِ تورّدا

 

وسريتَ في ركبِ الأباةِ مودعاً

كل الأحبةِ في الإلهِ مجاهدا

 

وخلعتَ ثوبَ الذلِ في ساحِ الوغى

ولبستَ ثوبَ البأسِ في وجهِ العدى

 

أحييتَ بالبذلِ المقدسِ أمةً

وشحذتَ سيفكَ للبريةِ منجدا

 

وحملتَ روحكَ بين كفكَ مخلصاً

لله حولتَ الدياجي فرقدا

 

فتفردسَ الدربُ المفدا بالدما

وتلألتَ ذراتهُ وتعسجدا

 

وعلوتَ في الملكوتِ وحياً ناطقاً

بلغَ المرامَ ونالَ منه المقصدا

 

حفظَ الأمانةَ والكرامةَ  والحمى

ومضى بنيلِ الحسنيين مؤيدا

 

ماماتَ حيٌ بالحياةِ أغاثنا

يبقى شهيداً في الخلودِ وشاهدا

 

لولاهُ ما زهتَ الجنانُ بنورها

كلا ولا نِلنا المقام الأمجدا

 

 


خطابات القائد