وتوجه السيد القائد في خطاب له اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام 1447هـ بالتحية والإعزاز والتقدير لكل أقارب الشهداء، مؤكداً أن الشهادة هي امتياز وتقدير عظيم جعله الله سبحانه للذين قُتلوا في سبيله وتحركوا وفق الطريق التي رسمها"، مشيراً إلى أن الشهادة لا خسارة مع الله أبداً، وأن المقام الرفيع الذي يحظى به الشهداء هو مواساة لأقاربهم وتحفيز للجهاد في سبيل الله مهما كانت المخاطر. 

وأكد أن الشهادة مرتبة إيمانية راقية يصل إليها الإنسان بالاستعداد للتضحية بنفسه في سبيل الله، موضحاً أن "الشهادة في سبيل الله ليست بديلة عن ثقافة الحياة كما يروج البعض، بل هي ثقافة الحياة الحقيقية"، مشيراً إلى أن الأمة التي تحمل روحية الجهاد والشهادة تعتز وتدفع عن نفسها المخاطر، مؤكداً أن "الشهادة حياة للأمة ووقاية لها من الفناء مع الذل"، وتقابل "ثقافة التدجين" التي لن تسلم الأمة معها من الموت والقتل.

وانتقد السيد القائد المراحل التي تخلت فيها الأمة عن الجهاد وترسخت فيها كراهية الشهادة، مشيراً إلى أن النتيجة كانت في تعرض الأمة للنكبات وخسارة الملايين من أبنائها في حالة الاستسلام.

وأوضح أن الأمريكيين أقروا بأنهم قتلوا ما يقارب 3 ملايين من أبناء الأمة خلال العشرين عاماً الماضية، معظمهم قُتلوا وهم في غير موقف قتال، مؤكداً أن "الجهاد في سبيل الله هو أرقى ما نواجه به حالة قائمة في واقع البشر وهي حتمية الصراع"، لافتاً إلى أن ثمرة الشهادة هي "الحماية للناس والدفع للشر عنهم والتصدي للطغيان ومواجهة المجرمين".

[

السيد القائد:
أمريكا قتلت 3 مليون دون قتال ولو كانت الأمة في حالة مواجهة لتغيرت المعادلة..#سيد_القول_والفعل#الذكرى_السنوية_للشهيد#شهداؤنا_عظماؤنا pic.twitter.com/c0YXd9VjHX

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 4, 2025

]

واعتبر أن أهل الباطل والطغيان يتحركون بأهداف شيطانية ترمي لاستعباد الناس ونهب ثروات الأوطان واحتلالها، مؤكداً أن الشهداء هم أصحاب قضية حق وموقف حق، وقد ارتقى عطاؤهم وعَظُم إسهامهم لأنهم تحركوا بروحية الشهادة وتحرروا من كل القيود، بينما الذين يخافون الشهادة يكون إسهامهم محدوداً وسقفهم هابطاً جداً.

وحذر السيد القائد من أن المجتمعات الخائفة المتهيبة من الشهادة هي أمة تستسلم لأعدائها وتنكسر إرادتها، وتُكبل نفسها وتقيّدها لأعدائها، ولا تسلم بذلك، بل تعرض نفسها للمخاطر الأكبر، مشيراً إلى أن التاريخ شاهد على أن الكثير من المجتمعات دفعت الثمن الباهظ في ظل استسلامها وخنوعها.

وأكد على أن البناء الإيماني المرتبط بالله يبني الأمة لتكون بالمستوى العظيم من الروح المعنوية العالية والشجاعة والصلابة، وأن الثمرة للتضحية في سبيل الله تتمثل في عاجل الدنيا بالنصر والعز والتمكين، وما يكتبه في الآخرة من النعيم والسعادة الأبدية، مبيناً أن الواقع يشهد بأن المسيرة القرآنية زادت بمعونة الله عزاً وتمكيناً ونصراً أمام الأعداء.

 وأوضح أن "هناك صراع قائم في واقع البشر لأن قوى الشر لا تمتلك قيم الرحمة والعدل والخير بل تتحرك في مسرح الحياة بشرها وظلمها لاستعباد الناس"، موضحاً أن الله رسم الطريق للناس للتعامل مع هذا الواقع من أجل إرساء قيم الخير والعدل والإحسان، وهو "بالجهاد في سبيله".

واستنكر السيد القائد تفريط الأمة على مدى زمن طويل وقرون متتالية في مسؤولياتها الكبرى المقدسة التي كانت ستبنيها لتكون أقوى أمة على وجه الأرض، مشيراً إلى أن واقع الأمة الحالي من شتات وفرقة ونقص رهيب في الوعي وكثرة العملاء هو واقع يطمع أعداءها عليها ويشجعهم لاستهدافها.

وبين السيد أننا أمة مستهدفة شئنا أم أبينا، لا يحمينا ولا يدفع عنا إلا الجهاد في سبيل الله"، محذراً من أن "الاستسلام والمساومة والذل والخنوع للأعداء لا يحمينا من شرهم ولا يدفع عنا خطرهم"، مؤكداً أن الجهاد في سبيل الله" مسؤولية مقدسة لمواجهة الشر والطغيان، ومن الضرورات التي تحتاج إليها الأمة لحماية نفسها"، مبيناً أن اليهود ألدّ أعدائنا في هذا العصر"، وأنهم يعملون على إبادة هذه الأمة وإفسادها وإظلالها واستعبادها واستباحتها. 

وأضاف أن اليهود يريدون أن يتوجه اللوم في أوساط الأمة ضد من لا يقبل بهيمنتهم ولا يخنع لهم، وقد وصلوا بأكثرها إلى "الذل والهوان المخزي والفاضح والمعيب"، مؤكداً أن الأمة الإسلامية تمتلك كل العوامل التي لو تحركت على أساسها لانتصرت في مواجهة اليهود ووصلت إلى العزة والشرف.