• العنوان:
    رجالٌ لا يُقاسون بالزمن.. صدق العهد مع الله أسمى أنواع البطولة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في زمنٍ تهاوت فيه المبادئ أمام مغريات الدنيا، وصارت القيم تُقدَّم قربانًا على مذبح المصالح، يبقى هذا الوصف الربّاني العظيم نبراسًا يهدي إلى جوهر الإيمان الحقيقي: الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ - سورة الأحزاب، الآية 23

هم ليسوا مُجَـرّد أسماء في كتب التاريخ، بل أرواح حيّة، ومواقفُ لا تُنسى، وعهودٌ لم تُخَفَّفها شدّة، ولا زلزلها طمع.

هؤلاء الرجال سطّروا بدمائهم وأرواحهم أسمى صفحات البطولة في سجلّ الإنسانية، فآمنوا بربّهم، ووثقوا بوعدِه، وبذلوا أنفسهم فداءً لدينهم ووطنهم دون تردّد أَو مساومة.

العهد مع الله: ثبات لا تزلزله الدنيا

الصدق في العهد مع الله ليس شعارًا يُردّد، ولا عاطفةً زائلة، بل هو ثباتٌ على المبدأ في أحلك الظروف، وصبرٌ في الشدائد حين يفرّ الجميع، وإخلاص في النية والعمل حين لا يرى أحد سواه.

ولعلّ أسمى نموذجٍ لهذا الصدق هو بيت النبوة، حَيثُ ضحّى أهلُه بأنفسهم في سبيل الله ولإعلاء كلمته.

فها هو الإمام عليٌّ عليه السلام، وها هما الحسن والحسين، يقدّمون الغالي والنفيس دون أن يرفّ لهم جفن.

لم يطلبوا سلطة، ولم يسعَوا لمجدٍ دنيوي، بل أرادوا وجه الله، فكانوا عند حسن ظنّه بهم.

في كُـلّ عصرٍ رجالٌ..

 لا ينتظرون الشهادة، بل يصنعونها

لا تنقضي الحاجة إلى هؤلاء الرجال، بل تتجدّد في كُـلّ زمان ومكان.

ففي كُـلّ محنة، يظهر من يذود عن دينه، ويقف في وجه الطغيان، ويضحّي وهو على يقينٍ أن الله لا يُضيّع أجر المحسنين.

هم لا يطلبون شهرة، ولا ينتظرون مكافأة من أحد.

همّهم الوحيد رضى الله، وغايتهم نصرة الحق، ولو كلفهم ذلك أرواحهم.

ومنهم من قضى نحبه شهيدًا، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلًا.

الاقتدَاء: ليس تمنّيًا، بل التزاما

الحديث عن هؤلاء الرجال ليس تذكّرًا للماضي فحسب، بل دعوةٌ للحاضر والمستقبل.

فهل نكتفي بالإعجاب من بعيد؟ أم نسعى لأن نكون منهم؟

فلنُخلص النية لله، ولنثبت على الحقّ في زمن التقلّب، ولنجعل من أنفسنا نموذجًا حيًّا لتلك الآية الكريمة.

فما أجمل أن نُحشَر يوم القيامة في زمرة:

﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾.

اللهم اجعلنا منهم، أَو في عِدادهم.

خطابات القائد