-
العنوان:دماء الشهداء تصنع اقتصاد الصمود
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:حين تتحول التضحيات إلى وعي، والدماء إلى وقود للإنتاج، يدرك العالم أن في اليمن معجزة اسمها اقتصاد الصمود.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
فمن بين ركام الحرب والحصار، نهض شعب لا يُهزم، حمل رسالة شهدائه في قلبه، وواصل الزراعة والبناء والصناعة كما لو أن الحياة نفسها مقاومة.
لم تكن دماء الشهداء نهاية قصة، بل
بدايتها الحقيقية؛ منها وُلدت روح الإنتاج، وبها اشتدت إرادة النهوض.
لقد أراد الأعداء أن يُخضعوا هذا الشعب
عبر تجويعه، لكنه أثبت أن الإرادة الحرة أقوى من الحصار، وأن الاقتصاد الذي يُروى
بالدم لا يمكن أن ينهار.
في كل لحظة من لحظات الصمود اليمني في
وجه العدوان، تتجلى حقيقة راسخة لا يمكن إنكارها: دماء الشهداء لا تُسكب عبثًا، بل
تتحول إلى طاقة خفية تصنع الوعي، وتغذي روح الإنتاج، وتمنح الاقتصاد الوطني قدرة
استثنائية على البقاء. تلك الدماء التي روت أرض اليمن لم تكن مجرد تضحيات في سبيل
الحرية، بل كانت بذورًا حقيقية لمشروع وطني يقوم على الاكتفاء الذاتي والاستقلال
الاقتصادي والسيادة الكاملة على القرار الوطني.
لقد أكد السيد القائد عبدالملك بدر
الدين الحوثي في أكثر من مناسبة أن الشعب اليمني لم يتراجع أمام التحديات
الاقتصادية، ولم يسمح للحصار أن يحني إرادته، بل جعل من الأزمة فرصة لإعادة بناء
الاقتصاد من الداخل. فبينما راهن الأعداء على أن الحصار سيُضعف اليمنيين ويجعلهم
يستسلمون، جاءت النتيجة عكسية تمامًا: إذ تحوّل الألم إلى إصرار، وتحولت المعاناة
إلى دافع نحو الإنتاج، لتولد من رحم التحدي تجربة يمنية فريدة في اقتصاد الصمود.
العدوان لم يستهدف فقط البنية التحتية
والمنشآت الاقتصادية، بل استهدف الإنسان اليمني في لقمة عيشه، في مزارعه، ومصانعه،
ومؤسساته الإنتاجية. ومع ذلك، أثبت الشعب اليمني أن الاقتصاد المقاوم يبدأ من
الوعي، لا من المال. ففي الوقت الذي توقفت فيه بعض الأنشطة الاقتصادية في دول تملك
إمكانات ضخمة، كان اليمنيون يعيدون تشغيل مصانعهم الصغيرة، ويبتكرون حلولًا محلية
لإنتاج ما يحتاجه وطنهم، من الغذاء إلى الأدوية والملابس والمنتجات الزراعية.
لقد تحوّل الحصار إلى مدرسة في
الاعتماد على الذات، ودفَع الدولة والمجتمع إلى استثمار كل الإمكانات المحلية
المتاحة. ففي الزراعة، استعاد اليمنيون علاقتهم التاريخية بالأرض، وأدركوا أن
الأمن الغذائي هو خط الدفاع الأول عن الاستقلال. وتوسعت المبادرات الزراعية في
مختلف المحافظات، من تهامة إلى إب وذمار وصعدة، لترسي قواعد إنتاج محلي متين يضمن
استمرار الحياة رغم الحرب والحصار.
وفي الصناعة، نمت المبادرات الفردية
والجماعية، وظهرت مشاريع صغيرة ومتوسطة تمثل اليوم نواة لاقتصاد جديد يقوم على
الابتكار المحلي. فكل معمل صغير وكل ورشة إنتاج هي جبهة من جبهات الصمود، تكمّل
دور الميدان العسكري والسياسي. وبهذا، أصبح الاقتصاد اليمني اقتصادًا مقاومًا
بامتياز، يقوم على فكرة أن الإنتاج جزء من الجهاد، وأن التنمية ليست رفاهية بل
واجب وطني.
دماء الشهداء، في هذا السياق، ليست
مجرد رمز للبطولة، بل هي قوة محرّكة لعزيمة البناء والإنتاج. فكل شهيد يسقط دفاعًا
عن الوطن، يترك في قلوب اليمنيين رسالة واضحة: أن مسؤوليتهم لا تنتهي بالحزن، بل
تبدأ بالبناء. لقد تحول الوعي الجمعي للشعب إلى إدراك عميق بأن حماية دماء الشهداء
تعني حماية الوطن اقتصاديًا، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتثبيت دعائم الاستقلال
الوطني على أرض الواقع.
ومن هذا المنطلق، لا يمكن فصل الاقتصاد
الوطني عن جبهة الصمود العسكري والسياسي. فالقوة الاقتصادية هي الضمانة الحقيقية
للاستقلال، والاقتصاد اليمني اليوم يعكس وعيًا جديدًا لدى الدولة والمجتمع بأهمية
الإنتاج المحلي وإدارة الموارد بكفاءة. فالمزارع الذي يزرع حبّة القمح، والمهندس
الذي يشغّل آلة في مصنع، والموظف الذي يواصل أداءه رغم صعوبة الظروف — كلهم يسهمون
في معركة البناء التي تُكمل معركة التحرير.
لقد تجسّد مبدأ الاعتماد على الذات في
مختلف القطاعات. في المجال الزراعي، توسعت التجارب المحلية لتأمين البذور الوطنية
وتطوير أساليب الري وإنتاج الأسمدة الطبيعية. وفي المجال الصناعي، بدأت مبادرات
وطنية لصناعة الأدوات والآلات محليًا، لتقليل الحاجة إلى الاستيراد الذي حاول
العدوان تعطيله. وفي المجال الخدمي، نشأت شبكات دعم مجتمعية ومبادرات تعاونية تسهم
في تخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين، مما عزز روح التكافل الاجتماعي كأحد
أركان الاقتصاد المقاوم.
إن دماء الشهداء التي تسقي تراب اليمن
هي في جوهرها استثمار طويل الأمد في بقاء الأمة ونهضتها. فالأمم التي تُقدّس
الشهادة وتربطها بالإنتاج هي الأمم التي لا تموت. والشعب اليمني اليوم يثبت أن
المقاومة ليست فقط بندقية في الميدان، بل محراث في الأرض، وعمل منتج في الورشة،
وفكرة مبدعة في المختبر. فكل جهد وطني، مهما كان صغيرًا، هو امتداد لتضحيات
الشهداء الذين أرادوا لليمن أن يعيش عزيزًا مكتفيًا.
وفي نهاية المطاف، تُظهر تجربة اليمن
أن الدم حين يمتزج بالتراب يصنع اقتصادًا لا يُهزم. فالصمود الاقتصادي الذي تشهده
البلاد اليوم هو ثمرة إيمان، وإرادة، وتضحية، ووعي جمعي أدرك أن الحصار ليس قدرًا
بل تحديًا. وما دام في هذا الوطن من يؤمن بأن الشهادة طريق البناء، فإن عجلة
الإنتاج ستظل دائرة، والاقتصاد الوطني سيبقى واقفًا رغم كل الصعوبات.
وهكذا،
تبقى دماء الشهداء وقود النهضة وبذرة الاستقلال الاقتصادي، وتجسيدًا حيًّا لعلاقة
لا تنكسر بين التضحية والإنتاج، وبين الميدان والجبهة الاقتصادية. إنها المعادلة
التي يصيغ بها اليمن اليوم مستقبله: من دماء الشهداء تُبنى الأوطان، ومن صمود
الشعوب تُكتب نهضتها.
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات 13 جمادى الأولى 1447هـ 04 نوفمبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري | 29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول المستجدات في قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ربيع الثاني 1447هـ 16 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول تطورات العدوان على قطاع غزة والذكرى الثانية لطوفان الأقصى 17 ربيع الثاني 1447هـ 09 أكتوبر 2025م
شاهد | تداعيات العمليات اليمنية المناصرة لغزة ما تزال قائمة.. ضربة مزدوجة تهزّ اقتصاد العدو 01-06-1447هـ 21-11-2025م
شاهد | شهيدان في الضفة الغربية المحتلة: العدو الصهيوني مستمر في اعتداءاته على الفلسطينيين دون رادع 01-06-1447هـ 21-11-2025م
المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ
مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة