• العنوان:
    إنذار اليمن الحتمي لكفّ الأذى وتجنّب الرد الموجِع
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لقد طال أمدُ العدوان السعوديّ على اليمن، واشتدت وطأةَ الحصار، وتعاظمت الجرائمُ بحق شعبنا الصامد، وكأن النظامُ السعوديّ لم يستوعب بعد دلالاتِ فشله الذريع على مدى عشر سنوات من البغي.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

وفي خضم هذا التمادي، لا يزال صوت الحق اليمني يرتفع بنصيحة هي في حقيقتها إنذار استراتيجي وفرصة أخيرة للطغاة ليعودوا إلى رشدهم قبل أن يلفهم طوفان العواقب الذي وعد الله به الظالمين.

هذه النصيحة ليست ضعفًا، بل هي حجّـة تُقام على المعتدي، اقتدَاء بالمنهج القرآني الذي يبدأ بالإنذار: "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (الأعراف: 62).

أولًا: إزاحة الغشاوة عن "الظلم العظيم"

إن البُغاةََ في الرياض يظنون أنهم بمأمن، وأن قوتَهم المادية تحميهم من ميزان العدل الإلهي.

لكن التاريخ والقرآن يشهدان بأن الظلم لا يدوم، وأن التمادي فيه هو "لظلم عظيم" (لقمان: 13).

النصيحة الأولى والأقوى هي "الكف عن العدوان والحصار فورًا".

يجب أن تعلم الرياض أن دماء أطفال اليمن وأشلائهم ليست ثمنًا يمكن دفعه والتملص من تبعاته، وأن عاقبة البغي وخيمة.

لقد حذّر الله تعالى: "وَكَذَلِكَ أخذ رَبِّكَ إذَا أخذ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أخذهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (هود: 102).

إن استمرار هذا العدوان هو تمادي في الغفلة، سببه الرئيسي هو التبعية المطلقة للقرار الغربي والأمريكي.

والنصيحة هنا هي التحرّر من هذه الوصاية؛ لأَنَّ كُـلّ ضربة توجّـه لليمن هي في نهاية المطاف تنفيذ لأجندات خارجية.

إن الاستمرار في هذا المسار يجعلهم شركاء في الإثم، وقد قال تعالى محذرًا: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" (إبراهيم: 42).

ثانيًا: استراتيجية "الطوفان" والردع اليمني الحتمي

في مقابل هذه النصيحة الواضحة، يضع اليمن قوة الردع كـتهديد لا رجعة فيه في حال تجاهل الإنذار.

لقد تحول الدفاع المشروع إلى قوة ضاربة تملك توازنًا جديدًا للردع الإقليمي.

إن التهديد باستهداف المنشآت الحيوية والعمق الاقتصادي (مثل أرامكو والموانئ) ليس مُجَـرّد وعيد، بل هو قرار حتمي للدفاع عن المظلومين، ويأتي تطبيقا للقاعدة الإلهية: "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا" (الشورى: 40).

إن توسيع بنك الأهداف ليشمل المطارات والموانئ ليس عشوائيًّا، بل هو رسالة واضحة بأن لا حصانة لأي منشأة تستخدم لدعم العدوان أَو تعكس ترف الغافلين عن مصيرهم.

إن الصمود اليمني لم يكن ليأتي لولا اليقين بنصر الله، ولن يستطيع البغي أن ينتصر مهما امتلك من قوة.

الخلاصة: بين نصيحة الإقلاع وعذاب النكر

إنها اللحظة الفاصلة؛ فإما أن يستجيب النظام السعوديّ لـلنصيحة الأخيرة بوقف عدوانه ورفع يده عن اليمن، ويسعى إلى تسوية قائمة على الحق والعدل، وإما أن يختار طريق التهديد الحتمي الذي لا يحمد عقباه.

على الرياض أن تختار: فإما سلام بشروط الكرامة والسيادة، وإما طوفان يمني يحمل معه الجزاء الأوفى للظالمين، مصداقًا لقوله تعالى: "قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا" (الكهف: 87).

خطابات القائد