• العنوان:
    الاكتشاف الأثري في ذمار يجمع بين براعة الفلاح القديم ورؤية السيد القائد للنهوض الاقتصادي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في وادي هجرة شمال مدينة ذمار، اكتشف التاريخ سرًا حيًا في ذاكرة اليمنيين: قناة مائية مهندمة ببراعة فائقة، شاهدة على عبقرية الفلاح اليمني القديم في إدارة المياه والزراعة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

 

هذا الاكتشاف ليس مجرد أثر من الماضي، بل درس حي في الاقتصاد وفلسفة متكاملة للنهوض الوطني، حيث يلتقي إرث الأجداد مع رؤية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتطوير الزراعة واستثمار الموارد بما يضع اليمن على طريق الاكتفاء الغذائي والنمو الاقتصادي المستدام.

القناة المكتشفة، التي تمتد أعماقها بين 1.5 و2 متر وعرضها نصف متر، تشكل جزءًا من منظومة ري متكاملة، مبنية بأحجار مهندمة بدقة، وتمتد بطول وعرض الوادي. ليست مجرد قناة، بل تجسيد لعقلية اقتصادية متقدمة للفلاح اليمني القديم، الذي أدرك أن الماء هو شريان الحياة وأن تنظيمه بدقة يضمن استدامة الأرض واستقرار المجتمع. كل حجر، وكل مسار للمياه، يعكس مهارة هندسية وفكرًا اقتصاديًا متكاملًا، يربط بين الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد لتحقيق التنمية المستدامة.

اليمن عبر تاريخه أثبت أن الزراعة ليست مجرد إنتاج غذائي، بل أساس الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي والسيادة الوطنية. عندما ازدهرت المدرجات الزراعية وامتلأت القنوات بالمياه، انتعشت الأسواق، نشطت التجارة، واستقرت المجتمعات. وعندما ضعف قطاع الزراعة، ضعفت الصناعة، وارتفع مستوى الفقر، وزاد الاعتماد على الخارج. ومن هنا يظهر أن الاستثمار في الزراعة الحديثة هو الطريق الأسرع لإعادة بناء الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الغذائي، وأن إدارة المياه بذكاء هي الركيزة الأساسية لهذا الاستثمار.

القناة المكتشفة تعلمنا درسًا ذكيًا: أن النهوض الاقتصادي يبدأ من الأرض والمياه والإنسان، وليس من القروض أو الحلول المؤقتة. الفلاح اليمني القديم لم يكن مجرد زارع، بل مهندس اقتصادي بالفطرة، يعرف كيف يوزع الموارد ويحقق إنتاجية مستدامة. استلهام هذا الإرث وربطه بالتقنيات الحديثة يقدم نموذجًا حقيقيًا لإعادة تفعيل الزراعة كمحرك للنمو الاقتصادي، وضمان السيادة الغذائية، واستقرار المجتمعات.

اليوم، تأتي توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتكمل هذا المسار التاريخي. فقد شدد القائد على:

"التركيز على إقامة السدود بقدر ما يمكن، وبتصميم صحيح، للاستفادة من نعمة الأمطار بشكل فاعل".

هذه التوجيهات ليست مجرد خطة زراعية، بل خارطة طريق للنهوض الاقتصادي الوطني، تربط بين الإرث الحضاري للفلاح اليمني القديم واحتياجات اليمن المعاصرة. إقامة السدود وتطوير منظومات الري، والاستثمار الأمثل للأرض والمياه، هي ركائز عملية لبناء اقتصاد مستدام يعتمد على الإنتاج المحلي ويقلل الاعتماد على الخارج.

عبقرية الري القديم، عندما تلتقي برؤية السيد القائد، تصنع نموذجًا اقتصاديًا متكاملاً: إدارة الموارد الحيوية بذكاء، زيادة الإنتاج الزراعي، تعزيز الأمن الغذائي، ودعم الريف كمحرك أساسي للاقتصاد الوطني. وهذا النموذج يوضح أن اليمن يمتلك مقومات النهوض الاقتصادي في أرضه، مياهه، وإبداع شعبه، وأن التحديات يمكن مواجهتها بالإرث الحضاري والقيادة الحكيمة.

ختامًا: توجيهات السيد القائد تأتي لتكمل رسالة الاكتشاف الأثري، وتضع خارطة طريق واضحة للنهوض الاقتصادي الوطني: التركيز على إقامة السدود، والاستفادة القصوى من نعمة الأمطار، وتطوير منظومات الري، وإعادة استثمار الأرض والمياه في الإنتاج الزراعي المستدام. هذه الرؤية تحول الإرث التاريخي للفلاح اليمني إلى أساس عملي لاقتصاد حديث متين ومستدام، يضمن الاكتفاء الغذائي، ويعيد للريف دوره كمحرك رئيسي للاقتصاد، ويجعل اليمن قادرًا على مواجهة التحديات الوطنية والخارجية بثقة واعتماد على الذات.

خطابات القائد