• العنوان:
    اليقين يهزم التفوُّقَ المادي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    إن ما نعيشه اليوم من تحدياتٍ ومواجهاتٍ ليس بجديدٍ على مسيرتنا النضالية، بل هو امتداد لتاريخٍ طويلٍ من التصدي والمواجهة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فالأعداء لم يألوا جُهدًا في شنّ حربهم الشاملة ضد مشروعنا القرآني، مستخدمين في ذلك كافة الأساليب والوسائل.

لقد حاولوا أن يضربونا في عُقر دارنا، وأن يهزّوا أركانَ عقيدتنا، وأن يفتّتوا نسيج مجتمعنا، ولكنهم فشلوا في ذلك كله.

فمنذ انطلاقِ مسيرتنا القرآنية المباركة، ونحن نواجه حربًا لا هوادة فيها، حربًا تستهدفُ وجودَنا وهُويتنا وقيمنا.

لقد حشد الأعداء كُـلَّ إمْكَاناتهم وقدراتهم، وراهنوا على تفوّقهم العسكري والاقتصادي والإعلامي، وظنّوا أنهم قادرون على كسرِ شوكتنا وإخماد صوتنا.

ولكنهم نسوا أن حسابَ القوة لا يقوم على الموازين المادية وحدها، بل هناك ميزانٌ آخر أعظم وأثقل، هو ميزان الإيمان والتوكّل على الله.

لقد شهد التاريخُ كيف تهاوت إمبراطورياتُ الظلم والطغيان، وكيف زالت دولُ الاستكبار والاستبداد، بينما بقي الحق شامخًا، وظهر نور الله رغم أنف الكافرين.

إن سننَ الله في خلقه لا تتغيَّرُ ولا تتبدّلُ؛ فالنصرُ دائمًا للحق وأهله، مهما طال الليل واشتدت الظلمات.

إن سِرَّ صمودِنا في وجه هذه العواصف الهائلة، وفي مواجهة هذه التحديات الجِسام، لا يكمُنُ في قوتنا الذاتية، ولا في حنكة قياداتنا، ولا في إمْكَاناتنا المادية، وإنما هو توفيقٌ من الله ونصره.

لقد أدركنا منذ البداية أن المعركةَ في جوهرها معركة إيمانٍ وكفر، حقٍّ وباطل، وأن النصر فيها من عند الله.

إن هذا اليقين الراسخ في قلوبنا، وثقتنا بالله، هو الذي جعلنا نقف صامدين في وجه أعتى القوى، وهو الذي منحنا الثبات أمام أعظم الضغوط، وهو الذي أعطانا القوة على تحمّل المصاعب والتحديات.

لقد علمنا أن الأسبابَ وإن تعدَّدت، فَــإنَّ المسبِّبَ واحد، وأن عواقب الأمور كلها بيد الله.

إن الشعبَ اليمني الأبيّ، بحملِه لراية الإيمان والتوحيد، وبتمسّكه بحبل الله المتين، قد أصبح يمثل "عصا موسى" العصر، التي تلقف ما يأفك السحرة والمشككون.

إنها إرادَة أُمَّـة توكّلت على خالقها، واستمدّت قوتها من عقيدتها وإيمانها، واستلهمت عزيمتها من قرآنها وإعلامها.

فليستعد الأعداء بما شاءوا من العدّة والعتاد، وليحشدوا ما استطاعوا من القوى والجيوش، فَــإنَّ أمامهم إرادَة أُمَّـة ترفع شعار: "وحسبنا الله ونعم الوكيل".

إنها معركة المصير التي لن يُكتب النصر فيها للأقوى، ولا للأكثر عددًا، بل للأتقى، والأصبر، والأكثر توكّلًا على الله.

إننا واثقون من نصر الله، مؤمنون بوعده، متيقنون من فرجه.

فالأيّام دول، والدهر يحول، والباطل لا يدوم، والحق لا بد أن يظهر وينتصر.

هذه سُنّة الله في خلقه، وهذا وعده للمؤمنين.

خطابات القائد