• العنوان:
    مركز الزهراء التنموي الخيري بالسبعين: نموذج رائد لتمكين المرأة والأسر في اليمن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: تعتبر المؤسسات التنموية والخيرية حجر الزاوية في تعزيز صمود المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة، لاسيما في الدول التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية.
  • التصنيفات:
    محلي
  • كلمات مفتاحية:

ومن بين هذه المؤسسات، يبرز مركز الزهراء عليها السلام التنموي الخيري بمديرية السبعين كنموذج رائد يحقق توازنًا بين التدريب العملي، التأهيل الأكاديمي، وتمكين الأسر اقتصاديًا، مع تركيز خاص على المرأة والأسر الأكثر حاجة، بما في ذلك أسر الشهداء والجرحى.

تأسس المركز قبل ست سنوات، تحت شعار "يد تحمي ويد تبني"، بهدف تحويل الأسر المستفيدة من دعم خيري أو مستهلكة للموارد إلى قوة إنتاجية قادرة على الاعتماد على نفسها. وقد تم تصميم البرامج لتلبية احتياجات الفئات المستهدفة، مع التركيز على اكتساب المهارات العملية التي يمكن تحويلها إلى مشاريع منتجة ومستدامة.

من جانبها أكدت نسرين الحباري، مديرة المركز، أن الرؤية الأساسية ترتكز على تمكين المرأة وتعزيز دورها الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم نموذج عملي للاكتفاء الذاتي للأسر في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. وأضافت الحباري في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، ضمن برنامج "نوافذ" أن المركز يسعى إلى توفير بيئة تعليمية وعملية متكاملة، تربط بين التدريب النظري والتأهيل العملي وإنتاج منتجات يمكن تسويقها.

وأضافت أن المركز يقدم برامج متنوعة، شملت حتى اليوم تدريب نحو 300 متدربة في مجالات عدة، أبرزها:

الخياطة والتطريز: تتيح للنساء تعلم مهارات حرفية تقليدية يمكن تحويلها إلى مشاريع صغيرة مربحة.

المشغولات الجلدية: يركز هذا القسم على الإنتاج اليدوي عالي الجودة، بما يحافظ على أصالة المنتج المحلي ويعزز هويته.

التصنيع الغذائي والتغذية: تأهيل النساء على تصنيع الأغذية الصحية وبيعها كمصدر دخل ثابت.

التنظيف والخدمات المنزلية: تدريب متخصص في مجال الخدمات المنزلية لتأهيل النساء للعمل الحر أو ضمن مشاريع صغيرة.

كما يركز المركز على تدريب المتفوقات لتصبح مدربات، ما يخلق نموذجًا ذاتيًا للتدريب داخل المجتمع ويضمن استدامة المهارات المكتسبة.

 

قصص النجاح

من بين المتدربات، فاطمة علي، التي استطاعت بعد حصولها على تدريب في الخياطة والتطريز أن تؤسس مشروعًا منزليًا لتصنيع الملابس والإكسسوارات، وأصبح مشروعها مصدر دخل ثابت لها ولأسرتها.

كما تمكنت سعاد حسن، من تحويل مهاراتها في المشغولات الجلدية إلى مشروع تجاري صغير، حيث بدأت بتسويق منتجاتها عبر المهرجانات المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، محققة أرباحًا ساعدت أسرتها على تلبية احتياجاتها اليومية بشكل مستقل.

وتشير مديرة المركز إلى أن هذه القصص ليست استثناء، بل هي نموذج لما يحققه المركز على نطاق أوسع، حيث تتحول المتدربات إلى عناصر فاعلة في الاقتصاد المحلي.

ويركز المركز على ربط المتدربات بسوق العمل المحلي، ويقدم الدعم اللازم للأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، سواء عبر المهرجانات أو المنصات الرقمية. كما يسعى إلى تعزيز قدرات المتدربات في التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية، لتواكب متطلبات السوق الحديثة.

وتشدد نسرين الحباري على أن دعم الأسر المنتجة لا يتوقف بانتهاء الدورة التدريبية، بل يستمر عبر متابعة المشاريع، تقديم الاستشارات، وربطهن بالشركاء المحتملين أو العملاء، ما يضمن استدامة المشاريع وزيادة قدرة الأسر على الاعتماد على نفسها اقتصاديًا.

 

التحديات والصعوبات

على الرغم من النجاحات، يواجه المركز عدة تحديات أبرزها:

التمويل المستدام: لضمان استمرار البرامج التدريبية وتأهيل المتدربات.

توفير المواد الخام ذات الجودة العالية، خصوصًا في المشغولات الجلدية والغذائية.

توسيع قاعدة المستفيدين مع الحفاظ على جودة التدريب والتأهيل.

ويعمل المركز على التغلب على هذه التحديات عبر الشراكات المجتمعية المحلية، والاستفادة من دعم الهيئات المتخصصة في تمويل المشاريع الصغيرة، وربط الأسر المنتجة بالفرص التسويقية المتاحة، ويسعى إلى توسيع نطاق التدريب ليشمل التخصصات التقنية الحديثة مثل التصميم الرقمي، التطبيقات الحاسوبية، والتسويق الإلكتروني، بهدف جعل المتدربات قادرات على مواكبة متطلبات سوق العمل المعاصر.

ويهدف إلى أن يصبح منصة وطنية لربط الكوادر النسائية المؤهلة بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل المحلي والدولي، كما يهدف إلى توسيع شبكة الشراكات مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية والمحلية لتوفير دعم مستدام للمتدربات والأسر المنتجة، وضمان وصول منتجاتهن إلى أسواق أكبر.

 

الأثر الاجتماعي والاقتصادي

يساهم مركز الزهراء بشكل مباشر في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة اليمنية، ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي للأسر المستفيدة، مما ينعكس إيجابًا على المجتمع بأكمله. كما يعزز المركز الثقة بالنفس لدى النساء، ويخلق فرص عمل جديدة، ويشجع على ريادة الأعمال في المجتمع المحلي.

ولفتت مديرة المركز نسرين الحباري أن الاستثمار في العمل التنموي وتمكين الأسر المنتجة هو الطريق الأمثل لبناء مجتمع قوي، وتحقيق التنمية المستدامة، وضمان مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني بفعالية وكفاءة.

وذكرت أن مركز الزهراء التنموي الخيري بالسبعين يقدم نموذجًا مستدامًا للتنمية المجتمعية، يعزز من صمود المجتمع، ويرسخ فكرة التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة كركيزة أساسية للتنمية الوطنية.









خطابات القائد