• العنوان:
    الشرعبي: الهيمنة الأميركية والإماراتية على السواحل اليمنية تهدد الأمن الإقليمي وصنعاء تملك الإرادة والقدرة لتبديد أوهام الأعداء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: أكد زكريا الشرعبي، مدير مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي، أن الاستحداثات العسكرية الإماراتية على السواحل اليمنية وعدد من الجزر الحاكمة، بما في ذلك جزيرة سقطرى، تمثل جزءًا من مشروع استراتيجي أكبر يهدف إلى السيطرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي، وامتداد نفوذها ليشمل منطقة الخليج بأكملها.
  • كلمات مفتاحية:

واعتبر في مداخلة خاصة على قناة المسيرة أن هذه التحركات ليست أعمالًا مستقلة، بل تأتي ضمن أجندة وأهداف أمريكية-صهيونية بالدرجة الأولى، حيث تتضمن مشروع ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يعمل على تمكين الكيان الصهيوني من الهيمنة على المنطقة والسيطرة على أبعادها الجيوسياسية والاقتصادية.

وأشار إلى أن الإمارات أقامت منصات تجسس ورصد وتشويش إلكتروني، إضافة إلى تهيئة هذه الجزر لتكون مسارًا لانطلاق الطائرات المسيرة واستعدادًا للجولة القادمة، مع أهداف جيوسياسية بعيدة المدى، ضمن العقيدة الأمريكية الحديثة القائمة على القيادة من الخلف وإلقاء أعباء حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية على الحلفاء.

وأوضح أن العدوان على اليمن كان أحد أبرز تجليات هذه العقيدة، إذ أوكلت الإمارات مهمة السيطرة على الموانئ والسواحل اليمنية، لا سيما في البحر الأحمر، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تشرف على هذا المشروع وتدير عمليات المراقبة والتجسس، فيما ساهمت الإمارات والسعودية وعدد من دول المنطقة ضمن ما يسمى القوة 153 المشرفة عليها الولايات المتحدة لضمان السيطرة العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية على المنطقة، مع ربط هذه السيطرة بمسارات التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني، كما ورد في وثيقة 2019 التي تم البناء عليها، ونقل التمثيل الإسرائيلي في عام 2021 إلى المنطقة المركزية لتنسيق أدوار التعاون.

وأكد الشرعبي أن هذه التحركات امتدت إلى مناطق شرق إفريقيا والقرن الإفريقي لإنشاء منصات تجسس وتشويش ورصد وإنذار مبكر، بما يوفر للكيان الصهيوني وظيفة مراقبة واستعداد ضد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وهو ما أكدت عليه تقارير صحفية دولية حول تكامل أمني بين عدد من دول المنطقة، وكانت الإمارات أحد أبرز المشاركين فيه.

ونوّه إلى أن هذا التوسع ومحاولة الهيمنة يخدم المشروع الصهيوني والأطماع الأمريكية، لكنه لن يُسمح له بالتمادي، إذ أن القوى الحرة في المنطقة لن ترضى بهذه المعادلة، لأن أي محاولة للاستباحة تشكل تهديدًا واسعًا للأمن الإقليمي، فيما ظل الموقف اليمني ثابتًا حتى اليوم، مؤكدًا أن جميع الاستهدافات والتحركات الإماراتية تأتي باعتبار الإمارات دولة احتلال طالما بقيت أراضٍ يمنية محتلة.

ولفت إلى أن أي شبر من الأراضي اليمنية لن يُترك للهيمنة الأجنبية، رغم اتفاق 2022 الذي نص على انسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، وما زالت تلك القوات موجودة وتستمر في الاستحداثات بوتيرة متسارعة، مع اصطفافات علنية إلى جانب الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى توسع القواعد العسكرية في إفريقيا، وهو ما يُعد تهديدًا للأمن القومي اليمني.

وفي ختام حديثه للمسيرة، أكد الشرعبي أن اليمن لا تفتقد القدرة ولا الإرادة لمواجهة هذه التهديدات، فالقدرة متوفرة والإرادة راسخة، وسيأتي الوقت الذي تتخذ فيه اليمن خياراتها الاستراتيجية لتحرير الجزر والأراضي ومواجهة كافة التهديدات، مشددًا على أن موقف اليمن الثابت لن يتغير، وأن الدفاع عن الأرض اليمنية وحماية السيادة جزء أساسي من الاستراتيجية الوطنية والتحريرية.


خطابات القائد