أهاشمُ هل لمثلي أن يبـــوحا؟

وقد خَلّفتَ في صدري جروحا

 

ومثلك كيف يُلقى في ضريحٍ

وكل قلـــوبنا تأويه سُـــــوحا

 

وكالأركـــان أسنَدَ كل حُـــــرٍّ

بأمتنا، وشـــــاد لنا صروحــا

 

وكان السيف بالإيمـان ماضٍ

طليقَ الغِمد، يستبقُ الفتوحا

 

وربـــانَ السفينة، حين أحيــا

أبو جبريل في الطوفان نوحا

 

وجيشًا من وعـــــود الله لبّى

لروح القدس أحمدَ والمسيحا

 

وفي درب الرسالة كان عبدًا

غمــاريًا يمــــانيًا نصـــــوحا

 

تَجرّدَ مخلصـــاً لله نفســـــاً

وباع لربه جســـدًا وروحـــا

 

وبالتقوى تَقـــوّى إذ تولّـــى

وهدي الله يشعلهُ طمـــوحا

 

وإيماناً إلى الغـــايات يمضي

كأن الآي في مسعـاهُ تُوحـى

 

وصبّارًا بدرب الحــــق يُزجي

سحاب النصر لا يرجو مديحا

 

تموج المجريات وحيث يجري

تجــاريه المشيئة لا تروحـــــا

 

يبادرها - ولا يخشــى- نِزالاً

تضيقُ به غزاة الأرض روحا

 

ويُقبِلُ مُثخنًا في كل خصمٍ

يعادي الله، كرارًا جمـــــوحا

 

ونحو المؤمنين رحيب صدرٍ

يفــــوح الود من سَرّاهُ فوحا

 

يَهِلُّ كبسمة الأنســــــام فينا

ويغشى جذوة الباغين ريحا

 

فدع للدهــر يروي ما تجلّى

من الآيات بحرًا أو سفـوحا

 

ألا لله في الأحـــداث أمــرٌ

سينسينا المرارةَ والجروحا

 

يعيش المرء بالإيمان حُــرًا

وخير الموت أثخنهُ قروحـا

 

وأصدق مؤمنٍ بالفعل يروي

مآثرَهُ جهـــادًا أو فتـــــوحا

 

وما سَلِمَ المنيةَ غير شــــارٍ

يبيعُ اللهَ بالجنات روحـــــا

 

وها قد بعتَ، فالغايات حتمًا

تزيد بهاشمٍ فينا وضـــــوحا


خطابات القائد