-
العنوان:الزراعة في الريف.. أساس الاستقرار والتنمية المستدامة
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:في زمن تتسارع فيه الأزمات الاقتصادية وتتفاقم مظاهر التفاوت الاجتماعي، يبقى الريف هو الجذر الذي تتفرع منه حياة الأمم، والأرض التي تختزن سر البقاء والاستقرار. فالريف ليس مجرد مساحة منبسطة من الحقول والوديان، بل هو القلب النابض للاقتصاد، والمخزون الحقيقي لقيم العمل والاعتماد على الذات. ومن هنا، فإن الاستثمار في الزراعة الريفية ليس خيارًا اقتصاديًا عابرًا، بل هو خيار استراتيجي يعيد صياغة العلاقة بين الإنسان وأرضه، وبين الدولة ومصادر قوتها الحقيقية.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
لقد أثبتت تجارب التاريخ أن المجتمعات التي أهملت الزراعة خسرت أكثر من الغذاء؛ خسرت استقلالها وكرامتها الاقتصادية. فالزراعة ليست مهنة تقليدية كما يُتصوَّر، بل هي قاعدة النهضة التي يقف عليها أي اقتصاد متين. وكل استثمار في الأرض هو استثمار في الإنسان، وكل بذرة تُزرع في الحقل هي بذرة أمن واستقرار وتنمية. وعندما تُوجَّه الموارد نحو الريف، فإنها لا تُنعش منطقة محدودة فحسب، بل تُعيد التوازن للاقتصاد الوطني بأسره.
إن الزراعة الريفية هي الطريق الأجدى
لمكافحة الفقر، لأنها تضرب جذور المشكلة لا مظاهرها. ففي الريف يعيش غالبية
الفقراء، ولكنهم يمتلكون أهم أدوات النهوض: الأرض والإرادة والقدرة على الإنتاج.
وكل استثمار زراعي يُحدث أثرًا مضاعفًا في حياة الناس، لأنه يخلق فرص عمل حقيقية،
ويُحرّك الأسواق، ويُعيد للدورة الاقتصادية توازنها الطبيعي بين الإنتاج
والاستهلاك.
لكن الزراعة لا تزدهر بالجهود الفردية
وحدها، بل تحتاج إلى رؤية وطنية شاملة تجعل من الريف محورًا للتنمية. فالبنية
التحتية، وشبكات الطرق، ومشاريع الري، ومراكز الإرشاد الزراعي، كلها تشكل منظومة
متكاملة يجب أن تُبنى على أساس مستدام. كما أن حماية الفلاح من تقلبات الأسعار
ودعم تسويق منتجاته، يمثلان خطوة أساسية لتحويل الزراعة من نشاطٍ موسمي هش إلى
قطاعٍ منتجٍ دائم يرفد الاقتصاد الوطني بالقوة والاستقرار.
المرأة الريفية هي الركيزة التي تقوم
عليها الزراعة في كثير من المناطق، فهي التي تزرع وتُعيل وتُسهم في بناء الأسرة
المنتجة. إن تمكينها ليس قضية اجتماعية فحسب، بل مسألة تنموية تعني استثمار نصف
طاقة المجتمع في الإنتاج. أما الشباب الريفي، فهم الطاقة القادرة على تحويل الريف
من ساحة فقر إلى مساحة عمل وازدهار، متى ما وُفرت لهم الأدوات والمشاريع والفرص
التي تُبقيهم مرتبطين بأرضهم بدلًا من الهجرة منها.
ولا يمكن الحديث عن الزراعة بمعزل عن
البعد الوطني للأمن الغذائي، فالأمم التي لا تزرع قوتها لا تملك قرارها. إن الأمن
الغذائي هو أحد أركان السيادة، والزراعة هي الضمانة التي تحمي الشعوب من الابتزاز
الاقتصادي والسياسي. ولذلك، فإن الاستثمار في الزراعة الريفية هو استثمار في
الكرامة الوطنية، وفي استقلال القرار، وفي قدرة الدولة على الصمود أمام الأزمات.
ختامًا،
حين تُزرع الأرض بالعزيمة، تُثمر بالكرامة. وحين يُستثمر في الريف، يُبنى الاقتصاد
من جذوره لا من قممه. ومكافحة الفقر لا تبدأ من البنوك، بل من الحقول، والتنمية
الحقيقية لا تُبنى بالوعود، بل بسواعد الفلاحين الذين يصنعون الحياة من تراب الأرض
وعرق الجبين. المسؤولية اليوم جماعية؛ يتحملها الجميع: المواطن بوعيه وإنتاجه،
والمجتمع المدني ببرامجه، والجمعيات التعاونية الزراعية بمبادراتها، والقطاعان
الخاص والتجاري باستثماراتهما، والحكومة بسياساتها الداعمة والمشجعة. فعندما
تتكامل هذه الجهود، يصبح الاستثمار في الريف مشروع أمة تُعيد بناء اقتصادها من
الجذور، وتكتب مستقبلها بخطواتٍ ثابتة نحو الاكتفاء والكرامة.
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات 13 جمادى الأولى 1447هـ 04 نوفمبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري | 29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول المستجدات في قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ربيع الثاني 1447هـ 16 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول تطورات العدوان على قطاع غزة والذكرى الثانية لطوفان الأقصى 17 ربيع الثاني 1447هـ 09 أكتوبر 2025م
شاهد | تداعيات العمليات اليمنية المناصرة لغزة ما تزال قائمة.. ضربة مزدوجة تهزّ اقتصاد العدو 01-06-1447هـ 21-11-2025م
شاهد | شهيدان في الضفة الغربية المحتلة: العدو الصهيوني مستمر في اعتداءاته على الفلسطينيين دون رادع 01-06-1447هـ 21-11-2025م
المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ
مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة