نال الكريمُ الغماري

في اللهِ أسمى انتصارِ

 

نال الشهادةَ بشرى

بالخلدِ في خيرِ دارِ

 

قد ودع الموتَ فوزا

إذ حلِّ كلَّ اختبارِ

 

أضحى لدى اللهِ حيا

والأنبيا خيرُ جارِ

 

أصحابُ عيسى وطه

من قدرِه في انبهارِ

 

للهِ فيه تجلت

آياتُ كهفٍ وغارِ 

 

مذ كان حول حسينٍ

في فتيةٍ كالدراري

 

الشمسُ حين رأتهم

خرت لهم في وقارِ

 

ما كان ليلُ يهودٍ

يلقي لهم باعتبارِ

 

بل كان ينظرُ فيهم

كلُّ الورى باحتقارِ

 

واليوم عينُ المعالي

ترنو لهم في انتظارِ

 

ربى الحسينُ رجالا

للنصرِ تاجَ افتخار

 

شعوا حياةً وعزَّا

والناسُ بين احتضارِ

 

يا مُغمضَ الطرفِ عنهم

كلٌّ بهاشمَ داري

 

كم كان شعلةَ عزمٍ

وضَّاءةٍ كالنهارِ

 

من بأسِه قد تهاوى

للشرِّ أعتى جدارِ

 

في كلِّ جبهةِ عزٍّ

ليثٌ مع اللهِ ساري

 

صوتُ المغيراتِ صبحا

صاب العدا بالصفارِ

 

يهوى غمارَ المنايا

للهِ بالنفسِ شاري

 

يُشجي الليالي ابتهالا

والدمعُ في الخدِّ جاري

 

ما اغبرَّ وجهٌ شريفٌ

من طيبِ ذاك الغبارِ

 

إلا وللهِ (كوني)

كالبردِ يا كلَّ نارِ

 

يا من تسامى شهيدا

والقدسُ قلبُ المسارِ

 

أنعم به من ختامٍ

حاز العلا باختصارِ

 

ما مهرُ نصرٍ كبيرٍ

إلا دماءُ الكبارِ

 

كم قد فقدنا عظيما

في كلِّ ميدانَ ضاري

 

ما زادنا الا ثباتا

لا لم نُصبْ بانكسارِ

 

يا سيدي أنت فينا

حيُّ الرؤى والقرارِ

 

ما زلت أركانَ شعبي

ما زلت أقوى سوارِ

 

يمناك في البرِّ جيشٌ

يطوي الربى والصحاري

 

يسراك في كلِّ باغٍ

مقذوفُ صفعٍ حراري

 

زنداك في البحرِ موجٌ

هزت جميعَ البحار

 

عيناك رادارُ رصدٍ

ما لليهودِ مواري

 

أُذناك إرشيفُ وعيٍ

أعيت صحيحَ البخاري

 

جنباك لل"فرطِ صوتي"

دفعٌ سريعُ انتشارِ

 

كفَّاك تصنيعُ حربٍ

والصدرُ وحيُ ابتكارِ

 

معناك شعبٌ عظيمٌ

في كفِّه ذو الفقارِ

 

يا موتُ من أين تأتي

إن الحياةَ خياري

 

خذ دورةً عن حياتي

واصرخ معي بالشعارِ

 


خطابات القائد