وخلال الفعالية التي حضرها عدد من قيادات الوزارة والمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، أكد نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، أن إحياء ذكرى الشهيد شرف الدين هو تجديد للعهد بالسير على نهجه الإعلامي المقاوم، مشدداً على المضي قدماً في إيصال الرسالة التي نذر الشهيد حياته لتحقيقها، نصرةً للمستضعفين في غزة ودعماً للقضية الفلسطينية، التي اعتبرها جوهر الرسالة اليمنية الحرة.

وأوضح الدكتور البخيتي أن الشهيد الوزير كان يؤمن بأن الإعلام جبهة موازية لجبهات القتال، وأن الكلمة المخلصة لا تقل أهمية عن البندقية، مشيداً بما قدمه اليمن من تضحيات جسام في مواجهة قوى الاستكبار العالمي المتمثلة في أمريكا وكيان العدو الصهيوني، التي تسعى إلى كسر إرادة الشعوب الحرة، وفي مقدمتها الشعب اليمني المقاوم.

وأشار إلى أن الأنظمة العربية التي تتشدق بشعارات نصرة فلسطين تخلت عن واجبها في دعم المقاومة، في حين ظل اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ثابتاً في موقفه المبدئي المناصر للمقاومة الفلسطينية، مضيفاً أن الشهيد شرف الدين جسّد ذلك الموقف من خلال عمله الإعلامي ومبادراته المهنية التي جعلت من الإعلام اليمني صوتًا للمظلومين في المنطقة.

كما لفت نائب الوزير إلى أن الشهيد شرف الدين كان مهندس مشروع قانون الإعلام الجديد الذي عمل على تطويره بدافع إيمانه بضرورة تحديث التشريعات الإعلامية وبناء منظومة إعلامية وطنية فاعلة، مبيناً أن الوزارة ماضية في استكمال هذا المشروع تخليداً لجهوده ورؤيته المستقبلية.

وفي كلمة له، أكد وكيل وزارة الإعلام لقطاع السياسات والمحتوى الدكتور أحمد الشامي أن الشهيد هاشم شرف الدين ترك إرثاً إعلامياً وروحاً مهنية ستظل حاضرة في وجدان كل إعلامي حر، مشيراً إلى أنه كان يرى في الإعلام رسالة سامية لا مهنة فقط، وأن الكلمة الصادقة باقية تتحدى النسيان والزمن.

وقال الشامي: "الشهيد الوزير لم يكن موظفاً يؤدي واجباً، بل كان قائداً يحمل رؤية ومسؤولية، وكان يعتبر الإعلام سلاحاً في معركة الوعي، ووسيلة لبناء الأمة ومواجهة التضليل الصهيوني والإمبريالي."

من جانبه، تحدث وكيل الوزارة لقطاع العلاقات والإعلام الخارجي محمد منصور باسم أصدقاء الشهيد، مستعرضاً جانباً من مسيرته المهنية والإنسانية، مشيراً إلى أنه عرفه منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً عندما كان مذيعاً في إذاعة صنعاء، ثم مراسلاً لقناة المنار، وكاتباً صحفياً ملتزماً بقضايا الوطن والأمة.

وأضاف منصور أن الشهيد الوزير كان يتمتع بعقلية تحليلية ورؤية نقدية متميزة، وكان يحرص على تقييم أي برنامج إعلامي أو مشروع قبل الموافقة عليه، مؤمناً بأن النجاح لا يقاس بالشهرة، بل بصدق الرسالة وتأثيرها في وعي الجمهور.

كما أشار إلى أن من ثمار جهود الشهيد تأسيس مسابقة "العلم الوطني" التي تُختتم فعالياتها اليوم للعام الثاني على التوالي، إلى جانب مبادراته في تطوير الأداء الإعلامي وإعادة الاعتبار للكادر الوطني في مؤسسات الإعلام الرسمية.

وفي ختام الفعالية، كرمت وزارة الإعلام وأسرة الشهيد، أسرة الوزير الراحل هاشم شرف الدين بدرع الوفاء، تقديراً لعطائه وتضحياته في سبيل الوطن والإعلام الحر المقاوم.