وركز التقرير على كيفية تحويل المحاصيل من منتجات خام إلى منتجات مصنعة أو محسنة ذات سعر أعلى وقابلية تسويقية أفضل، مع تقليل الفاقد وخلق فرص عمل جديدة.

وأشار إلى أن الفكرة الأساسية للقيمة المضافة تبدأ من معالجة بسيطة للمنتج قبل بيعه، بحيث لا يُعرض للمستهلك كما هو فور الحصاد، بل يُضاف إليه تحسين يسهل تسويقه ويزيد سعره.

كمثال عملي، تم الإشارة إلى الطماطم الطازجة التي تُباع في الموسم بأقل من 200 ريال يمني، بينما إذا جُففت أو صُنعت إلى شرائح مجففة يمكن أن يصل سعرها إلى 800 ريال، أي أرباح تعادل أربعة أضعاف السعر الأصلي.

وأوضح البرنامج الذي عرض، اليوم السبت، أن التجفيف هو أحد أسهل وأسرع الطرق لإضافة القيمة، حيث يمكن استخدام الشمس أو أفران بسيطة تعمل بالطاقة، مع إمكانية إنشاء مجففات شمسية صغيرة في المناطق الجبلية، والتي أثبتت التجارب المحلية قدرتها على خفض الفاقد بنسبة 40% وزيادة دخل المزارع بنسب تقارب 30 إلى 40% خلال الموسم الواحد.

كما يمكن أن يتم تشغيل هذه الوحدات جماعيًا ضمن الجمعيات المحلية، ما يساهم في تعزيز العمل التعاوني وتحقيق فوائد جماعية.

كما تناول البرنامج إمكانية تحويل الفواكه الزائدة عن حاجة السوق إلى منتجات ذات عمر طويل وقيمة تسويقية أعلى، مثل عصائر طبيعية أو معجون الطماطم، مع تسجيل تجربة دولية في ريف عربي عام 2020، حيث أظهرت وحدة صغيرة لإنتاج العصائر بطاقة 500 لتر يوميًا قدرتها على تحقيق عائد يصل إلى 1,500 دولار أمريكي، أي ما يعادل نحو 800,000 ريال يمني بعد خصم التكاليف، مع توفير فرص عمل للشباب والنساء.

وأشار التقرير إلى أن عملية التعبئة والتغليف تلعب دورًا محوريًا في رفع قيمة المنتج، حيث يمكن بيع المنتجات بأسعار أعلى بنسبة تتراوح بين 20 و50% إذا تم تعبئتها في عبوات نظيفة ومغلقه بإحكام، تحمل اسم المنتج ومصدره. وتجربة إحدى المشاريع المحلية لتعبئة الزبيب أثبتت ذلك، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام من 500 ريال إلى 700 ريال بعد تحسين التغليف، إضافةً إلى تخزين المنتج وحمايته من الرطوبة.

وأكد البرنامج أن القيمة المضافة ليست مجرد رفاهية، بل استراتيجية عملية لتحقيق استقرار اقتصادي للمزارعين، إذ تساهم في تقليل الفاقد بعد الحصاد وتحويل المنتجات التي قد تبقى غير مُباعة إلى سلع مصنعة يمكن تسويقها بأسعار أعلى. كما أنها تعزز الأمن الغذائي المحلي من خلال الحد من الهدر وزيادة العمر التخزيني للمنتجات.

وأشارت النافذة إلى الدور المحوري للجمعيات الزراعية في هذا السياق، حيث يمكنها إنشاء وحدات تصنيع بسيطة مشتركة للتجفيف أو التعبئة، وشراء الإنتاج من المزارعين بأسعار عادلة قبل معالجته وتسويقه، ما يزيد من ربحية الموسم الواحد ويدعم استمرارية المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة.

وتضمن البرنامج تغطية مهرجان خيرات اليمن الذي نظم الأسبوع الماضي، حيث تم استعراض خطوات اليمن المتقدمة في تبني سلاسل القيمة الزراعية، وتحويل المنتجات الزراعية محليًا ضمن المجتمعات الريفية لزيادة دخل المزارعين وخلق فرص عمل جديدة، بما يعزز التنمية المستدامة.

وأكد الخبراء المشاركون على أن تعزيز القيمة المضافة يتطلب دعمًا مجتمعيا ورسمياً من الدولة والقطاع الخاص، بالإضافة إلى التدريب وتوفير التكنولوجيا المناسبة لتعزيز الإنتاجية وتحسين الكفاءة في الصناعات الزراعية، بما يمكن من نقل الخبرات المحلية إلى مستوى أعلى من التصنيع والتسويق.

وشدد التقرير على أن التحول نحو القيمة المضافة للمنتجات الزراعية يشكل خطوة ذكية نحو استدامة الاقتصاد الريفي، ويمثل فرصة حقيقية لتحسين دخل المزارعين وتقليل البطالة في المناطق الريفية، مع الحفاظ على الموارد الغذائية وتعزيز الأمن الغذائي المحلي.