• العنوان:
    اليمن والجهادُ في الثغور
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خوضُ اليمن "الجهاد في الثغور" على جبهة البحرَين العربي والأحمر والمحيط الهندي، ليس مُجَـرّد مساندة سياسية أَو دعم عاطفي، بل هو تجسيدٌ للمفهوم القرآني لوَحدة الصف الذي يرى الأُمَّــةَ جسدًا واحدًا؛ يتحرّك المسلمون؛ كُلٌّ من الثغرة أو الناحية التي تليهم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:
********************************

         

في خضمّ المواجهة الكبرى التي أطلقها "طوفان الأقصى"، تجاوزت القضيةُ حدود الجغرافيا الضيقة لتصبح معركة "تلاحم الإرادات" بين محور حق ثابت ومحور باطل متهاوٍ.

إنّ الدور اليمني، والمتمثل في خوض "الجهاد في الثغور" على جبهة البحرين العربي والأحمر والمحيط ومضي، ليس مُجَـرّد مساندة سياسية أَو دعم عاطفي، بل هو تجسيدٌ للمفهوم القرآني لوَحدة الصف الذي يرى الأُمَّــة جسدًا واحدًا؛ يتحرّك المسلمون؛ كُلٌّ من الثغرة أو الناحية التي تليهم.

إنّ التحليلَ العميقَ للقرار اليمني بضرب المصالح الصهيونية والأمريكية في الممرات المائية لا يمكن فصله عن البعد العقدي للسياسة في "أنصار الله".

فالتحَرّك منطلقٌ من الالتزام الإلهي بنصرة المستضعفين، وهو ما أكّـده المولى عز وجل: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ (النساء: 75).

غزة اليوم هي النموذج الصارخ لهذا الاستضعاف الذي يوجب النفير.

من هنا، يكتسب التدخلُ اليمني طابعَه التحليلي القوي: لقد قام بتعطيل استراتيجية العدوّ في عزل جبهة المقاومة.

فبينما كان الهدفُ الأمريكي-الصهيوني هو تحويل الصراع إلى قضية محلية في غزة، جاءت الضربات اليمنية لتؤكّـد أن الصراع إقليميٌّ بامتيَاز، ذو أبعاد عالمية.

لقد حوّل اليمن مساحة الأمان الاقتصادي واللوجستي للكيان ولداعميه إلى ساحة ضغط قصوى.

"الجهاد بالثغور" يمثّل رفضًا عمليًّا لخيار التواطؤ الدولي والتخاذُل الإقليمي الذي ساد عقودًا طويلة.

إنّه يُثبت أن الإرادَة القوية، المستمدة من الإيمان، هي القوة الحقيقية التي تفوق قوة العتاد.

لقد أُعيد تعريف مفهوم السيادة، فصارت السيادة لا تكتمل إلا بالقدرة على نصرة المظلوم، حتى لو كان بعيدًا جغرافيًّا.

إنّ تلاحم اليمن مع غزة هو مشروع تحرير واحد، يهدف ليس فقط لفك الحصار عن القطاع، بل لفكّ قيود التبعية عن الأُمَّــة كلها.

هي رسالة بلاغية قوية للعالم مفادها أنّه: لا سلام في الأرض ما لم يتحقّق العدل في فلسطين، ولا أمان لأساطيل الغرب وشركاته المتعاملة مع كيان الإبادة طالما غزة محاصرة.

وهذا هو جوهر النصرُ الإلهي الذي وعد به الصادقون.

خطابات القائد