• العنوان:
    بعد نصر غزة.. لا يستوي اليمن والدِّمَـن
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في أعقاب إعلان الانتصار في غزة، نشهد سباقًا من قبل العديد من الأطراف لتقديم أنفسهم؛ باعتبَارهم صانعي هذا الإنجاز، محاولين التباهي بدورٍ زعموا أنهم أدّوه في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وساعين إلى نيل الشكر والتقدير من الشعب الفلسطيني.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ويزعمون قائلين: «نحن الذين بادرنا إلى إنجاز الهُدنة».

وقد لا يطول الزمن قبل أن يذهب بعضُهم إلى أبعد من ذلك، فيبرّروا الاعترافَ بكيان الاحتلال الصهيوني ؛ باعتبَاره دولةً قائمةً على الخارطة، زاعمين أن في ذلك تجنّبًا للمشاكل والمَهالك والحروب.

غير أن الحقّ يبقى أوضح من أن يُغطّى، والله سبحانه يقول في محكم كتابه:

«لَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلا النَّصارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم» (البقرة: 120).

فليُدرك هؤلاء أن الحساب قادم، والدور لن يفوتهم.

لكنهم تأخّروا، وفاتهم القطار.

فقد سبقهم اليمنُ، واحتلّ موقع الصدارة، وجمع إليه كُـلّ الأصوات.

اليمن الذي وقف إلى جانب غزة صادقًا في الموقف، مبادرًا في الدعم، فعّالًا في المواجهة،

ضحّى بأغلى ما يملك، وخرجت جماهيره في مسيراتٍ مليونية،

وأربعٌ وثمانون جمعةً متتاليةً شاهدةٌ على ثباته وصموده.

بل إن هتافات شعبه، وبيانات ناطقه باسم القوات المسلحة يحيى سريع،

وإغلاق البحار أمام العدوّ، وتعطيل المطارات والموانئ حتى صارت خاويةً لا يسكنها إلا الأشباح،

كل ذلك كان تجسيدًا عمليًّا لموقفٍ لم يهادن ولم يتخاذل.

ويُقال: «المبادرة سيدة الموقف».

واليمن، بكلّ ما قدّمه، كان صاحب المبادرة ورائد الموقف.

أما اليوم، فليس لأحدٍ أن يدّعي نصرًا لم يشارك في صنعه،

ولا يليق بمن لم يُبدِ تضامنًا مع غزة في أحلك لحظاتها أن يطلّ علينا متملّقًا بعد زوال الخطر وزهوق الباطل.

سلامٌ على أبطال اليمن، أنصار الحقّ،

وكلّ من وقف إلى جانب غزة، وبرز خصمًا صريحًا للعدو الغدّار.

ونقول لهم بكلّ فخر: إن التاريخ سيحفظ مواقفكم،

وستفتخر بكم الأجيال القادمة، فمرحًا بكم، ومرحًا بمَن صدق في مواقفه.


خطابات القائد