• العنوان:
    إبراهيم الحمدي: شهيد البناء والوحدة.. اغتيال مشروع الدولة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كان الرئيس إبراهيم محمد الحمدي، الذي حكم شمال اليمن من 1974 إلى 1977، يمثل مشروعًا وطنيًّا طموحًا وهدفًا مرسومًا لبناء دولة حديثة موحدة. في فترة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز ثلاث سنوات، بدأ الحمدي بثورة تصحيحية حقيقية. تمثلت جهوده في تصفية مراكز القوى القبلية والعسكرية التي كانت تعيق التنمية والاستقرار، وبناء مؤسّسات الدولة، وتوجيه الموارد نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية. شهد عهده تركيزًا غير مسبوق على مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، مما عزز من شعبيته وأعاد الأمل في قيام دولة مدنية قوية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إن هذا المشروع النهضوي اصطدم بمصالح قوى إقليمية ودولية، وعلى رأسها المملكة العربية السعوديّة التي كانت تخشى قيام دولة قوية ومستقلة على حدودها الجنوبية. تشير العديد من التحليلات والتقارير إلى أن اغتيال الحمدي في 11 أُكتوبر 1977 لم يكن مُجَـرّد عملية داخلية، بل كان مؤامرة إقليمية ودولية شاركت فيها أطراف داخلية عُرفت بـ "العملاء" لتنفيذ الأجندة الخارجية. كان الهدف الأسمى من اغتيال الحمدي هو اغتيال مشروع الدولة والوحدة، وإبقاء اليمن ضعيفًا وممزقًا وتابعًا.

إن عملية القتل لم تنهِ حياته فقط، بل كانت بمثابة طعنة في قلب الحلم الوطني اليمني، وحرف مسار البلاد نحو عقود من الصراعات والحروب الأهلية والتبعية. لقد كان اغتياله اغتيالا للوطن ذاته، وتدميرًا متعمدًا لأسس الدولة التي سعى لبنائها.

النظام الحالي: مسيرة بناء تحت نيران العدوان

وعلى الرغم من التحديات الهائلة، فإن النظام الحالي في صنعاء يتبنى اليوم مسارًا يسعى إلى استعادة قرار الدولة وبناء وطن مستقل، مستلهمًا في جوهره روح التحرّر التي كان يحملها الحمدي. تواجه حكومة صنعاء عدوانًا متواصلًا ومحاولات حصار خانقة تقودها السعوديّة، ومن ورائها الولايات المتحدة وإسرائيل. ومع ذلك، بدأت الحكومة، بإمْكَانياتها البسيطة والمتاحة، في ترسيخ مبدأ الاعتماد على الذات، والتحَرّك نحو تعزيز السيادة الوطنية، ومحاولة توجيه الموارد المحدودة نحو الخدمات الأَسَاسية والدفاع عن الوطن.

إن التحديات الحالية، والمتمثلة في الصمود أمام العدوان والمضي قدمًا في خطط التنمية الذاتية، تضع هذا النظام أمام مسؤولية تاريخية لاستكمال ما بدأه شهيد البناء إبراهيم الحمدي، وتؤكّـد أن المعركة على السيادة الوطنية وَمشروع الدولة البناءة لا تزال مُستمرّة، ولن تتوقف إلا بتحقيق الاستقلال الكامل وبناء وطن قوي وموحد.


خطابات القائد