وقال أبو شريف في مقابلة خاصة على قناة المسيرة الفضائية، إن "طوفان الأقصى لم يكن ردة فعل على جريمة معينة قام بها الكيان الصهيوني، بل هو ردٌّ على تاريخ طويل من الإبادة والتهجير والاحتلال".

وأضاف أن "العملية التاريخية في السابع من أكتوبر جاءت لتعيد الاعتبار لخيار المقاومة، ولتضع حداً لوهم التسويات والمفاوضات العقيمة".

وأكد أن "من الغباء أن يُسأل الشعب الفلسطيني لماذا تستفز الصهاينة، وهم الذين يحتلون أرضه ويصادرون كل حقوقه منذ عقود".

أمريكا والغرب شركاء في العدوان:

ونوّه إلى أن "ما جرى كشف زيف الغرب وعرّى ادعاءاته بشأن حقوق الإنسان، إذ لم تكن أمريكا يوماً وسيطاً، وإنما هي جزء من المشروع الذي تتحرك فيه الكتلة الصهيونية".

وأوضح ممثل الجهاد أن "القوة الحاكمة في أمريكا والغرب لا تزال خاضعة للنظرة الصهيونية التي تحمل أبعاداً دينية لدى المسيحيين الإنجيليين".

وأشار إلى أن "الحركة الصهيونية كل قادتها من الملحدين، لكنهم استدرجوا التيارات الدينية الغربية لإنشاء قاعدة داعمة للكيان".

ولفت إلى أن ما يسمى "مشروع إسرائيل الكبرى جزء من التصور الاستعماري الغربي، ولولا الدعم الأمريكي والغربي لما صمد الكيان يوماً في أي من حروبه".

ومضى قائلاً: إن "الكيان الصهيوني ما كان ليستطيع البقاء دون الدعم السياسي والعسكري الغربي المستمر منذ نشأته".

وأوضح أبو شريف أن "داخل الكيان الصهيوني هناك إحساس متزايد بالعزلة والكراهية، وأن المجتمعات الغربية والأمريكية تشهد تحوّلاً واضحاً في موقفها الشعبي منه"، مستدركاً: "ما تزال النخب السياسية الحاكمة في الغرب أسيرة للهيمنة الصهيونية ونفوذها المالي والإعلامي".

وأكد أن "الولايات المتحدة مهتمة بعشرات من أسرى الكيان، بينما يقبع أكثر من 17 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال منذ سنوات"، معتبراً أن ذلك يعكس جوهر الانحياز الأمريكي ضد قضايا الأمة.

الموقف العربي بين الخذلان والضعف والكبرياء اليمني:

وفي حديثه عن الموقف العربي الرسمي، قال: "أقل وأضعف الإيمان أن تكون الدول العربية في صف الفلسطينيين، لكن الواقع ليس كذلك، فحالة الضعف والتشتت العربي تصبّ في مصلحة العدو".

ودعا إلى "قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الكيان، كخطوة أساسية لتغيير المعادلة".

وتابع حديثه قائلاً: "لا نريد من الأنظمة العربية تحريك الجيوش، بل نريد موقفاً سياسياً واقتصادياً واضحاً في مواجهة الإبادة الجماعية".

وفي مقابل ذلك تطرق أبو شريف إلى مواقف محور المقاومة، وخصّ اليمن بإشادة خاصة، قائلاً: "اليمن خرج من حرب طويلة لكنه قام بواجبه، وهو اليوم بلد محترم له قيمة".

وأشار إلى أن "اليمن واجه أمريكا وفرض عليها أن تخرج من صراعها معه في هذه المرحلة"، مؤكداً أن "اليمن في مواجهة مع الكيان الصهيوني، أوقف تزويد الكيان اقتصادياً عبر البحر الأحمر، ولم يخسر عندما قام بواجبه، بل أصبح له قيمة وعزة وكرامة ومكانة بين الأمم".

وأضاف: "غزة أقامت الحجة على الأمة، وحزب الله فعل الشيء ذاته، واليمن أقام الحجة على كل الدول الأخرى"، مشيراً إلى أنه "بعد إغلاق اليمن لميناء أم الرشراش، قامت بعض الأنظمة العربية بإقامة جسر بري لنقل المساعدات للعدو، وهذا مثال على الخذلان العربي".

موقف موحّد ودعم المقاومة:

وبشأن الموقف الفلسطيني الموحد، شدد أبو شريف على أن "كل الفصائل الفلسطينية شريكة مع حركة حماس في المفاوضات كما هي شريكة في الميدان".

وبيّن أن "أي اتفاق قادم يجب أن يضمن انسحاباً كاملاً من قطاع غزة، وهذه النقطة محل نقاش وتفاوض في القاهرة".

واستعرض أبو شريف ضرورة وحدة الموقف العربي والإسلامي خلف المقاومة، قائلاً: "لو وقفت الأمة بشكل جدي خلف جبهات المقاومة لكان الأمر مختلفاً"، مرحبّاً "بكل دعم للشعب الفلسطيني، وبكل وقفة قوية وجادة في مواجهة الإبادة الجماعية".

وشدد على ضرورة رفض أي علاقات تطبيعية على حساب حقوق الفلسطينيين.

وأكد رفض أي وصاية أو تدخل خارجي في الشأن الفلسطيني"، مضيفاً "نرفض الحوكمة الدولية أو وجود مندوب سامٍ غربي، فهذه قضية فلسطينية خالصة".

واختتم حديثه بالقول: "لا نريد من الدول العربية أن تفتح تطبيعاً واسعا مع الكيان الصهيوني مقابل أي شيء للشعب الفلسطيني".

🟠 حلقة خاصة | مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران - ناصر أبو شريف 14-04-1447هـ 06-10-2025م#حلقة_خاصة#قناة_المسيرة pic.twitter.com/MnKD5JyKzZ

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) October 6, 2025