وقال شمسان إن القوات اليمنية نفذت منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وحتى إعلان وقف إطلاق النار في الثامن عشر من يناير 2025، نحو 98 عملية استهداف مباشر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى فرض حصار بحري على ميناء أم الرشراش، ما شكّل ضربة غير مسبوقة للكيان الصهيوني على مستوى رؤيته الاستراتيجية للبحر الأحمر، الذي كان يسعى لتحويله إلى بحيرة يهودية خالصة.

وأوضح شمسان أن هذا الإنجاز لم يكن سهلاً، نظراً للتحديات الجغرافية، حيث تفصل اليمن عن أهدافها مسافة تزيد على 2000 كيلومتر، وكذلك المستوى العالي من منظومات الدفاع والإنذار المبكر التي تم تزويد الكيان الصهيوني بها، والتي كانت تُعتبر من أكثر المناطق المحمية على مستوى العالم. ومع ذلك، استطاعت القوات اليمنية أن تحقق حضوراً مؤثراً ومباشراً، بدءاً من إغلاق ميناء أم الرشراش، وهو إنجاز رمزي وعسكري كبير، وصولاً إلى استهداف أهداف استراتيجية داخل فلسطين المحتلة بدقة عالية.

وأشار شمسان إلى أن العمليات اليمنية أثّرت بشكل واضح على الاستراتيجيات العسكرية الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها البريطانيون والأوروبيون، الذين اضطروا إلى إعادة ترتيب تواجد حاملات الطائرات وإعادة توزيع أولوياتهم البحرية بعد تكبد خسائر وإحباطات غير متوقعة، مشيراً إلى إقالة قائد حملة الطائرات "ترومان"، في مؤشر على حجم التأثير المباشر لهذه العمليات على قيادات التحالف الدولي.

ولفت شمسان إلى أن التطور اليمني في تكتيكات الاستهداف المباشر داخل الأراضي الفلسطينية كان واضحاً للغاية، حيث شملت العمليات إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة، وطائرات مسيرة، وعمليات مركبة، استخدمت الضغط النفسي والتوقيت التكتيكي لإرباك العدو، بحيث كانت القوات اليمنية تضغط في ساعات متأخرة من الليل، ثم تطلق هجمات جديدة في ساعات الصباح الأولى، قبل أن تنتقل إلى عمليات مركبة أكثر تعقيداً.

وأضاف أن العمليات خلال سبتمبر 2025 أظهرت مؤشرات واضحة على تطور القدرات اليمنية، مع تحقيق ضربات دقيقة إلى مطار رامون دون صدور إنذارات، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام العدو “كارثة كبرى”. كما شملت العمليات استهداف سفينة في خليج عدن بصاروخ مجنح، ما زاد من تعقيد المهمة أمام منظومات الدفاع الجوية للعدو، وأدى إلى إرسال تعزيزات إضافية من الإمارات والولايات المتحدة، ومع ذلك نجحت القوات اليمنية في الوصول إلى أهدافها.

وتطرّق شمسان إلى أن العمليات اليمنية لم تقتصر على الاستهداف المباشر، بل شملت فرض حصار بحري على كيان العدو، واستهداف الممرات الجوية من خلال تعطيل رحلات مطاري اللد ورامون، واستهداف مدن بعينها مثل أم الرشراش، ما جعلها خارجة عن نطاق التغطية الاعتيادية للعدو، في تحول استراتيجي غير مسبوق في أسلوب المواجهة.

وأشار إلى أن الإنجازات اليمنية أثّرت على صورة الهيمنة الغربية والإسرائيلية في المنطقة، حيث كسرت اعتقاد الكيان الصهيوني بأنه قادر على السيطرة المطلقة، كما أظهرت محدودية الهيمنة الأمريكية على الممرات البحرية، وأجبرت التحالفات الغربية على إعادة ترتيب أولوياتها البحرية وإعادة توزيع حاملات الطائرات، في مؤشر على قوة الإرادة اليمنية وتطور قدراتها التكتيكية.

واختتم شمسان حديثه للمسيرة، قائلاً: إن هذه الإنجازات تعكس مستوى عالياً من التطور التكتيكي والقدرة على فرض معادلات جديدة على العدو، مشيراً إلى أن العمليات اليمنية تجاوزت أثرها المباشر لتترك بصمة استراتيجية وعسكرية وسياسية على الساحة الإقليمية والدولية، مؤكداً أن مسار هذه العمليات يعكس قدرة اليمن على تحدي أقوى الأساطيل العالمية، وتغيير موازين القوة لصالح المقاومة الفلسطينية ولحفظ حقوق الأمة.