• العنوان:
    قائد ميداني في المقاومة الفلسطينية بغزة يكشف: حرب استنزاف للأهداف الثمينة ومباغتة للعدوّ
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    المسيرة نت| خاص: كشف قائد ميداني في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن طبيعة المواجهة التي وصفها بـ "المعقدة جدًا"، مخاطبًا جنود العدوّ "أننا لسنا ببعيدين عنكم، وسترون وجوهنا كلمّا قررنا ذلك، ونفهم خطواتنا جيدًا".

وفي تصريحٍ ميداني يرسم ملامح استراتيجية القتال الدائرة في مدينة غزة، أكّد القائد الميداني أنَّ المقاومة تخوض حرب استنزاف قاسية وذكية، تهدف إلى إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف جيش العدو عبر استهداف "الأهداف الثمينة".

تصريحٌ يقدم قراءة واضحة لإدراك المقاومة تطور التكتيكات العسكرية للعدوّ الإسرائيلي؛ فهو يقرّ بأنَّ "العدوّ يمارس أقصى درجات الاستفادة من المعارك السابقة بهدف تقليل الخسائر في صفوفه"، يتمثل هذا التطور، وفقاً للقائد، في التقدم البطيء والمحسوب واستخدام الآليات غير المأهولة والمفخخة "لكشف العقد القتالية واستهدافها".

وتشير المعطيات إلى أنَّ كلمات هذا القائد لا تعكس الوصف الميداني للمعركة؛ بل إقرار بتغير قواعد الاشتباك؛ فجيش الاحتلال، في محاولة لتجنب الكلفة البشرية العالية التي تكبدها في مواجهات سابقة، بات يعتمد على جدار ناري تكنولوجي وميكانيكي.

وفي المقابل، تؤكد "سرايا القدس" أنها واعية تماماً لهذا التكتيك وتعمل على "تفويت الفرص" على العدو، ما يحوّل المعركة إلى لعبة شطرنج دامية، تعتمد فيها المقاومة على عنصر المفاجأة والصبر التكتيكي.

وفي مواجهة هذا التقدم الحذّر، تعتمد المقاومة على استراتيجية مضادة قوامها الأساسي هو العنصر البشري؛ إذ يقول القائد: "لدينا مقاتلين بواسل وهم رأس مالنا وبهم نقارع العدو"، وبالتالي تتمحور الخطة حول السماح للعدوّ بالتقدم لمسافات معينة ليقع ضمن مرمى النيران ومصائد "العقد القتالية المنتشرة في محاور التقدم"، والتي "تمارس مناورات مستمرة لتفادي أضرار الآليات".

تكتيكٌ يكشف عن تحوّلٍ في مفهوم الدفاع، من التشبث بالأرض إلى استنزاف المحتل للأرض؛ فالمقاومة لا تخوض معركة كلاسيكية لمنع التقدم، بل تدير معركة استنزاف ذكية تجعل من كل متر يتقدمه العدوّ مغامرة محفوفة بالمخاطر.

والهدف وفقًا لمراقبين؛ ليس منع الدخول، بل جعل "تكلفة البقاء" باهظة، وهو ما لخصه القائد بالقول: "نعم يستطيع التقدم لكن تكلفة البقاء يعلمها المجرم زامير جيدًا".

لم يخلُ التصريح من رسائل حرب نفسية موجهة بدقة؛ ففي تهديد مباشر لجنود الاحتلال، قال القائد: "نحن لسنا بعيدين عنكم وسترون وجوهنا كلما قررنا ذلك"، وهذه العبارة تهدف إلى كسر حاجز الأمان النفسي الذي توفره الآليات والتكنولوجيا للجنود، وتؤكّد أنَّ المواجهة المباشرة قادمة بقرار من المقاومة.

وفي المقابل، حملت الكلمات رسالة طمأنة وتعاطف عميق مع الشعب الفلسطيني، حيث قال: "نتألم لآلامكم ونسعى دائمًا لأنَّ يكون هذا العدوان مكلفًا على العدوّ ونقبل رأس كل فردٍ من شعبنا".

تدرك المقاومة أنَّ المعركة اليوم، هي معركة إرادات وصبر، لذا، تعمل على جبهتين متوازيتين: تحطيم معنويات العدوّ عبر التهديد المباشر وتكذيب روايته حول حجم خسائره، وفي الوقت نفسه، شدّ أزر الحاضنة الشعبية عبر مشاركتها الألم وتقديم الأمل بأنَّ "صبرنا جميعًا سيثمر عزةً وفجرًَا قريبًا".

ومن نافلة القول؛ فإنَّ تصريحات القائد الميداني لا تُقدم مجرد تحديث عسكري؛ بل ترسم عقيدة قتالية متكاملة، تعترف بتعقيدات الواقع، وتتكيف مع تكتيكات العدوّ، وتستثمر في قوتها الأساسية المتمثلة في المقاتل المجاهد الشجاع، وتدير حرب استنزاف طويلة النفس على المستويين العسكري والنفسي.

 


خطابات القائد