-
العنوان:من الندم المؤجَّل إلى الموقف العاجل.. قراءةٌ في درس: {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ}
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:المشهد الذي يرصده هذا الدرس صريحٌ جارح: صداقاتٌ وولاءاتٌ وثيقة في الدنيا تنقلبُ يوم القيامة لعنًا وخصومةً وطلبًا عبثيًّا للانتقام؛ وحينها لا ينفع ندَمٌ ولا يغيِّر المصيرَ إدراكٌ متأخّرٌ لحقيقة المضلّين.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
الرسالةُ المركزية ليست خطابَ خوفٍ
مؤجَّل، بل دعوةٌ إلى موقفٍ عاجل: البراءةُ من الإضلال هنا والآن، وبناءُ بديلٍ
معرفيٍّ وعمليٍّ يضعُ خطابَ الباطل «تحت الأقدام» مجازًا.
قال شهيد القرآن السيد حسين بدر
الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-: «لا نستطيع أن نجعلهم تحت أقدامنا ولو
مجازًا إلا بعمل.
» بهذا التحديد القاطع ينتقل بنا من
التأثّر الوجداني إلى برنامج الفعل.
ليس المطلوبُ سلامةً فرديّةً باردة؛ معيارُ
الصدق أن تتحوّل معرفةُ الله إلى خدمةِ خلقِه، وأن يُترجَم الذكرُ والخشوعُ إلى إنقاذ
وهداية.
قال شهيد القرآن: «فإن الميدان الذي
يعكس إيمانك القوي وعلاقتك القوية بالله هو الناس، ميدان الحياة».
بهذا الميزان يُفتَضحُ كُـلّ تدينٍ
ينغلق على لذّةٍ روحيةٍ خَاصَّة ويترك الناسَ في مهبّ التضليل.
فالمؤمنُ الحقيقيّ يُعرَف بقدرته على
الانتقال بالمحبّة من مساحة الوجدان إلى حيز المنفعةٍ والهداية في الواقع العملي، دون
الاقتصار على حرارة المشاعر.
ومن هنا يأتي تصحيحُ مفهوم «الجهاد»
خارج قوالب التهويل وسوء الفهم: إنّه حركةُ إنقاذ معرفيٍّ وأخلاقيٍّ واجتماعيٍّ في
قلب المجتمع.
قال شهيد القرآن السيد حسين بدر
الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-: «الجهاد في سبيل الله أين ميدانه؟...
الجهاد في سبيل الله هو الناس أنفسهم؛
أن تعمل لإنقاذهم لهدايتهم؟» في جواب سؤالٌ مهم يحوّل الشعارَ إلى وظيفةٍ يومية:
التثقيف، حمايةُ مجالسنا من الخطاب الملبَّس، نشرُ المادة الصحيحة وجعلها متاحة
للناس، ومزاحمةُ منابر الإضلال ببدائلَ جذّابةٍ وواضحةٍ.
يُلحّ الدرس على تفكيك هيمنة المُضلّ
في ثلاثة مسارات متلازمة: نزعُ الشرعية، تحييدُ الأدوات، وبناءُ البديل.
ففي الشرعية: لا يُسمَع لقولٍ بلا
برهان، ولا تُمنَح منصةٌ تُكسِبُ الخطابَ المريبَ وجاهةً رمزيّة.
وفي الأدوات: تُسَدّ منافذُ التأثير (المجالس
والمجموعات والوسائط)، ويُحاصَرُ «المحتوى» الضارّ بمحتوى أنفعَ وأوضح.
وفي البديل: نذهب إلى الإنتاج لا الاكتفاء
بالنقد.
قال شهيد القرآن واصفًا معنى «تحت
الأقدام» في الواقع: «فليكونوا منبوذين هم وضلالهم… لا قيمة له ولا اعتبار له، ولا
نتأثر به ولا نلتفت إليه».
ولأن الإضلالَ يعمل بوسائطه الحديثة
وبميزانياتٍ واسعة، يفرض الدرسُ إيقاعا يناسب الزمن: صناعةُ موادّ خفيفةٍ نافعةٍ
ومنتظمة، وتوزيعُها الذكيّ.
قال شهيد القرآن السيد حسين بدر
الدين -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-: «نجمع كم ما أمكن من الأشخاص الذين يهتمون
بالنشر...» ثم نبّه إلى وسيطٍ رخيصٍ وفعّالٍ في زمنه ما يزال معناه صالحًا اليوم:
«أصبح الشريط يقوم مقام إنسان» والمعنى اليوم: إنّ «المحتوى» ـ صوتًا وصورةً
ونصًّا ـ يمكن أن يبلّغ، حَيثُ لا نصل بأجسادنا، وأن يثبّت في ذهنٍ ضائعٍ ما لا
يثبتهُ خطابٌ عابر.
سيواجه هذا المسارُ اعتراضا وتشويهًا؛
وهذه سنّةُ الطريق.
لكنها ليست ذريعةً للتراجع؛ بل
معيارُ جدّيتنا.
كما قال شهيد القرآن: «ولا نبالي
إذَا كان هناك من يعارض.. لم نكن نكترث بها».
ليست المكابرة، بل وضوحُ الوجهة: الإصلاح
مقصدُنا، لا الخصومةُ لذاتها؛ والخصومُ يأتون سواءً كنت على حقٍّ أَو باطل، لكنّ
«العمل» هو الذي يُثبت وجهتك أمام الله والناس.
الدرسُ يحمّلنا أَيْـضًا مسؤوليّةَ
الفعل في الدائرة الشخصية: الصحبةُ والقرينُ والزعيمُ والرمزُ و«المجلس».
ولكي لا يتحوّل تقديسُ اليوم إلى لعنةِ
الغد، يضع قاعدةً حاسمة: قاطع ما يهدّد دينك قبل أن يقطعك يوم القيامة.
قال شهيد القرآن السيد حسين -رِضْـوَانُ
اللهِ عَلَيْـهِ-: «اجعلهم هنا في الدنيا تحت أقدامك، اجعل المضلين تحت أقدامك هنا
في الدنيا، حَيثُ سينفع».
إنّ وقفَ «التبييض» المجتمعيّ
للمضلّين ـ بإظهار البراءة العلميّة والخُلقيّة منهم ـ ليس قسوةً؛ إنّه رحمةٌ
بالناس وإنقاذ للمغترّين.
على الضفّة المقابلة يرسم الدرسُ
ملامح الروح التي نحتاجها كي لا ينقلب العلمُ بخلًا والهدى أنانية.
إنّها الروحُ النبوية؛ حرصٌ يوجع
القلب، وغيرةٌ على هداية الخلق، واستعداد لبذل الجهد والمال والكلمة.
قال شهيد القرآن: «كان حريصًا على
هداية الآخرين، حريصًا جِـدًّا ومهتمًا جدًا».
ثم يوبّخُ تديّنًا بلا تبليغ: «أن
تتعلم أَو تعرف هدى..
ثم لا يكون لديك اهتمام أن توصل
الهدى إلى أقصى دائرة ممكنة، فاعلم بأنك كالتاجر البخيل يجمع الأموال ثم لا يصرف شيئًا
لا في سبيل الله، ولا حتى في حاجاته الضرورية».
هكذا تتبدّى حقيقةُ الدين: ليس لذّةَ
معرفةٍ فقط، بل كلفةُ إنقاذ مُستمرّة.
ومن هنا يتّضح خطٌّ عمليٌّ جامعٌ بين
فكر الدرس وواجباتنا اليوم: كُـلّ شعورٍ دينيٍّ لا يتحوّل إلى أثرٍ في الناس ناقصٌ
بالضرورة.
وكلُّ خطابٍ إصلاحيٍّ لا يشتغل على
«وسائط» الناس ومجالسهم وخياراتهم الإعلاميّة سيظلّ يحسن التشخيص ويفشل في العلاج.
وكلُّ ترفّقٍ بسمعةِ مُضلٍّ على حساب
سلامة العامّةِ يزرعُ اليوم بذورَ حسرةِ الغد.
والعملُ الذي يطلبه الدرس ليس «فزعةً»
عابرة، بل عادةً أسبوعيّةً مُقاسة: قراءةٌ ونشرٌ وتحصينٌ وتقييمٌ وتحسين.
إنّ روح هذا الدرس تُلخِّصها ثلاثُ
جُملٍ ينبغي أن تصير لافتاتٍ في قلوبنا وفي قنواتنا: قال شهيد القرآن: «فإن
الميدان الذي يعكس إيمانك القوي وعلاقتك القوية بالله هو الناس، ميدان الحياة»،
وقال شهيد القرآن: «والجهاد في سبيل الله هو الناس أنفسهم؛ أن تعمل لإنقاذهم
لهدايتهم؟» وقال شهيد القرآن: «لا نستطيع أن نجعلهم تحت أقدامنا ولو مجازًا إلا
بعمل».
فإذا استقرت هذه الجُملُ في الوعي، تحوّل الندمُ المؤجّلُ إلى موقفٍ عاجل، وتحولت المحبّةُ إلى خدمة، والعلمُ إلى هداية، والكلمةُ إلى إنقاذ.
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات 13 جمادى الأولى 1447هـ 04 نوفمبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري | 29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول المستجدات في قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ربيع الثاني 1447هـ 16 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول تطورات العدوان على قطاع غزة والذكرى الثانية لطوفان الأقصى 17 ربيع الثاني 1447هـ 09 أكتوبر 2025م
شاهد | تداعيات العمليات اليمنية المناصرة لغزة ما تزال قائمة.. ضربة مزدوجة تهزّ اقتصاد العدو 01-06-1447هـ 21-11-2025م
شاهد | شهيدان في الضفة الغربية المحتلة: العدو الصهيوني مستمر في اعتداءاته على الفلسطينيين دون رادع 01-06-1447هـ 21-11-2025م
المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ
مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة