لاقيتَ وحدكَ ما لاقَت هِرُوشِيما

مُستشهداً في سبيل الله مظلوما

 

مُستشهداً في طريقِ القُدسِ مُنتصراً

وهل تسمَّيتَ نصرالله مهزوما؟

 

بذلٌ تساميتَ للمستضعفين بِهِ

عن وحدةِ الدمِ صحَّحتَ المفاهيما

 

لله كنت الحسينَ السِّبطَ تلبِيَةً

وهاشمٌ كان كالعباسِ تسليما

 

الدهرُ ما كان في حُسبانهِ أبداً

يعيشَ من قمرَيْ لبنان محروما

 

الدهرُ ما زال حتى الآن مصدوما

يبكي ويندُبُ: من تُربيكما قُوما

 

أوقفتُ بعدك نصر الله قافلتي

وبعد هاشمَ ألغيتُ التقاويما

 

فكيف يهدأُ حزبُ الله بعدكُما؟

إن لم يُجرّعهُم ناراً وزقّوما

 

قلوبُنا بعد نصر الله مُثخنةٌ

أعمارُنا بعده تحتاجُ ترميما

 

لا يُبرئُ الجرحَ إلا حملُ رايتِهِ

ورفعُ لبيك للأصنامِ تحطيما

 

فلا يزالُ اسمُ نصر الله نرفعهُ

لفظاً ويرفعُنا مغزىً ومفهوما

 

وما انتهت صدمةُ استشهادهِ فترى

جميعنا كل يومٍ فيه مكلوما

 

بالأمس شارك في تشييعِهِ رُسُلٌ

واليوم قد حضر القرآنُ مختوما

 

أرى بذكراهُ من زُوَّارهِ سِوَراً

من الكتابِ أتت تُحيي المراسيما

 

عرفتُ منها الضُحى، عشرين بسملةً

رأيتُ ياسينَ والسبعَ الحواميما

 

والطُّور والشمس والأعلى وأنتَ هُدىً

وعن قُدومك "عمَّا" تُنبِئُ الرُّوما

 

تتلُوكُ فاتحةُ القرآنِ قائلةً:

يا سُورةَ النصرِ زيديني ترانيما

 

إنِّي أُرتِّلُ نفسي ثمّ أرفعُني

إلى سماحتهِ حُبَّاً وتعظيما

 

حنَّت إلى نفسها الآياتُ من فمهِ

تُتلى ومن فعلهِ تغدو تعاميما

 

كانت خطاباتُ نصر الله تُسفِرُ عن

قتلى وجرحى.. وتُحيينا تعاليما

 

تُومِي لهُ الراءُ إن جاءت مُفخَّمةً:

رَقِّق فديتُك لا أحتاجُ تفخيما

       *   *   *

ما زلت في الأرض نهر الله تقتحمُ

الأوطانَ عشقاً وتجتاحُ الأقاليما

 

فبئس قومٌ إلى لبنانك انتسبوا

وفضلّوا عنك شاليطاً وناحوما

 

لأنَّ من خلقَ الإنسانَ رازِقُهُ

أظُنُّ حُبَّك مثل الرزق مقسوما

 

ولا زكاةَ لمن من حظّهم حُرموا

ففي الهوى يقعدُ المحرومُ محروما

 

يا عاذِلَ الهِيمِ من ذا يعذُلُ الهِيما

إن لم تذُق عشقَ نصر الله تسنيما

 

من ليس يعرفُ معنى الحُبِّ يحسبُهُ

إذا تُحدِّثُهُ لغواً وتأثيما

 

يستكثرون علينا رفعَ صورتهِ

والله رافعُهُ في الخُلدِ تكريما

 

فمن على الصخرةِ احتجّوا لو التفتوا

رأواهُ في صفحاتِ الكونِ مرسوما

 

لو أنَّهم مرَّةً من كأسهِ ارتشفوا

لأصبحوا مثلنا قوماً لهاميما

       *   *   *

أفنيتَ عمرك نصر الله مُنصهراً

في الله تنصرُ مقهوراً ومظلوما

 

أعطيتَ ظهرك للأعرابِ تحرُسُهم

فوجَّهوا خنجراً بالغدرِ مسموما

 

وتسلُكُ الدربَ ذوداً عن كرامتهم

وبالخياناتِ كان الدربُ ملغوما

 

فلترتقِب يوم يغدو الدمعُ مُنسكباً

حُزناً عليك ويغدو الصدرُ ملطوما

 

سيحلمون بظِلٍّ من عباءة من

خانوه لمَّا يرون الظِلَّ يحموما

 

كانت مشاريعُ إسرائيل خافيةً

وبعدهُ أصبح المجهولُ معلوما

 

وبعدهُ أخرجوا التلمودَ وانفتحوا

بالكشفِ عن كل حقدٍ كان مكتوما

 

كانوا يرونك موتاً بين أعيُنِهم

لا يستطيعون تأخيراً وتقديما

 

فقُل لمن قد تمادوا في مطالبِهم

يأبى السلاحُ سوى الإطلاقِ تسليما

 

كُن يا نعيمُ جحيماً يحرقون بها

ما دمت معتصماً بالله معصوما

 

سيُكمِلُ الشوطَ حزبُ الله مُقتدراً

ما دام قائدُهُ حيَّاً وقيُّوما

 

 


خطابات القائد