في تفاصيل المشهد شهدت مدينة غزة ومحيطها تصعيداً عنيفاً من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني، التي استخدمت خمس عربات عسكرية مفخخة لتفجير منازل المدنيين في منطقتي النفق والشيخ رضوان، في جريمة حرب موثقة تهدف إلى التدمير الكامل للبنية التحتية والحياة السكنية.

وفي تصعيد آخر، ألقت طائرات الاستطلاع الصهيونية قنابل حارقة على منازل المواطنين في منطقة الصحابة وسط مدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة وتشريد مزيد من السكان.

كما تقدمت قوات الاحتلال بدباباتها تجاه مخيم الشاطئ ومحيط مستشفى الشفاء، أكبر المراكز الطبية المتبقية في القطاع، وقامت بتفجير عربات مفخخة هناك قبل أن تتراجع لاحقاً، تاركة خلفها دماراً واسعاً وخوفاً شديداً في أوساط الأهالي.

وفي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة استهدافات الاحتلال للمناطق المدنية، ارتقى أربعة شهداء وجُرح آخرون نتيجة قصف مباشر لخيمة تؤوي نازحين قرب التحلية في شارع البركة جنوب مدينة دير البلح.

وفي جريمة مركبة تنتهك كل الأعراف الدولية، استهدفت طائرات الاحتلال حافلة طبية تتبع منظمة أطباء بلا حدود، ما أسفر عن استشهاد أحد موظفيها وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة، رغم أنهم كانوا يرتدون سترات واضحة تحمل شعار المنظمة الدولية.

كما استشهد الشاب عبد الله الشبلي، متأثراً بجروحه التي أُصيب بها قبل أشهر في قصف سابق استهدف منزله شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين ارتقوا متأثرين بجراحهم إلى العشرات خلال الأسابيع الأخيرة.

وتواصلت الغارات الصهيونية العنيفة، حيث استُهدفت مركبات مدنية في شارع 5 بمنطقة المواصي عبر طائرات مسيرة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة أخرين.

كما استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف جديد من طائرة مسيرة في منطقة المواصي جنوب غرب مدينة خان يونس، في وقت نفذت فيه قوات الاحتلال عمليات نسف وهدم وموجات قصف جوي ومدفعي مكثف، خاصة في وسط وشمالي مدينة خان يونس.

إحصائيات دامية

وفقًا للتقرير الإحصائي اليومي الصادر عن وزارة الصحة في غزة، فقد استُشهد 78 مواطناً وأُصيب 222 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على مختلف مناطق قطاع غزة.

وارتفعت بذلك حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 إلى 66,225 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 168,938 إصابة، في واحدة من أكثر الجرائم والابادة الجماعية التاريخ الحديث.

أما منذ بدء العدوان الصهيوني في جولته الثانية في 18 مارس 2025، فقد بلغ عدد الشهداء 13,457 شهيدًا، بينما تجاوز عدد الجرحى 56,897 إصابة، في مؤشر على ازدياد وتيرة الإجرام الصهيوني في الأشهر الأخيرة رغم التحركات الدولية الهادفة لوقف العدوان على غزة.

وفيما يخص ضحايا "لقمة العيش"، فقد وصل إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية شهيدان و44 إصابة من مناطق توزيع المساعدات، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش إلى 2,582 شهيدًا وأكثر من 18,974 إصابة، نتيجة الاستهداف المتكرر لطوابير الانتظار والمراكز الإنسانية.