• العنوان:
    مشروع الإذلال والإخضاع.. كيف يسعى العدو الصهيوني لترسيخ السيطرة في سوريا؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: تشهد الساحة السورية تصاعداً ملحوظاً في أنشطة كيان العدو الصهيوني، الذي يواصل تنفيذ مخططاته على الأرض ضمن إطار مشروع الإذلال والإخضاع، والاستباحة الشاملة، تجسّدت من خلال فرض شروط تتعلق بالطرق الاستراتيجية والسيطرة على مناطق محددة مثل محافظة السويداء ودرعا، بالإضافة إلى منع النقاش حول جبل الشيخ ومصادر المياه وسد الوحدة.
  • كلمات مفتاحية:

وفي الوقت نفسه، تتواصل الغارات الجوية للعدو الصهيوني على مناطق قريبة من دمشق، بما في ذلك الكسوة، في رسائل واضحة لترسيخ معادلة السيطرة والإخضاع، فيما يبقى التواجد في المواقع الاستراتيجية، مثل القنيطرة وجبل الشيخ، مؤشراً على استمرار الهيمنة وتعزيز النفوذ في المنطقة.

في هذا السياق أكد الكاتب والباحث السياسي الدكتور وسيم بزي، أن ما كشفه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، يضيء على حقيقة المخطط الذي ينفذه كيان العدو الصهيوني في جنوب سوريا، في إطار مشروع الإذلال والإخضاع، مستنداً إلى قواعد حاكمة يتحرك العدو وفقها على الأرض، ضمن رؤية ومخطط مسبق الإعداد.


وأوضح بزي، في حديث لقناة المسيرة أمس، أن السيد القائد ركّز على كيفية تعاطي العدو الصهيوني مع الساحة السورية من مختلف الجوانب: الميدانية والنفسية والعملياتية والسياسية. مشيراً إلى أن هذا التعاطي تجلى بوضوح في المحددات الخمس التي فرضها العدو خلال ما عُرف بـ"لقاءات درمر-شيبا ني"، والتي جرت في عدة عواصم بدأت من أذربيجان مروراً بباريس وانتهاءً بواشنطن.

وبيّن أن العدو أصرّ على شروط مذلّة للنظام السوري، أبرزها الإصرار على مرور طريق آمن يصل محافظة السويداء بالجولان المحتل عبر محافظة درعا، بما يتيح للميليشيات المرتبطة به الارتباط المباشر بعمق العدو الصهيوني.

واعتبر بزي أن هذا الشرط يمثّل تحدياً صارخاً وإذلالاً كبيراً، خاصة أن الطريق يمر بمحافظة تضم ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون إنسان من مكوّن طائفي محدد، بما يضعف هيبة الحكم ويغذي الانقسامات الداخلية.

وأضاف أن العدو الصهيوني سعى كذلك لفرض خطوط حمراء جديدة، عبر منع الحديث عن جبل الشيخ أو عن منطقة فك الاشتباك لعام 1974، وكذلك عن منابع المياه وسد الوحدة في محافظة درعا، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك هو تكريس الإذعان الكامل، وصولاً إلى فرض "حكم منبطح" في دمشق يلبي شروط نتنياهو السياسية والأمنية. 

ولفت بزي إلى أن الزيارات الأخيرة لقادة عسكريين سوريين إلى موسكو، بما في ذلك لقاء شيباني مع لافروف على هامش الدورة الثامنة للأمم المتحدة في نيويورك، تأتي في سياق البحث عن هوامش للمناورة أمام هذه الضغوط الخانقة، خاصة مع تصاعد الحديث الأمريكي عن مشاريع "اللامركزية الموسعة" ذات الطابع الانفصالي.

من جانبه، أكد مدير مركز "سونار للإعلام" حسين مرتضى، أن غارات كيان العدو الصهيوني المتكررة على منطقة الكسوة في ريف دمشق تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز مجرد استهداف مواقع أو مراكز محددة.

وقال مرتضى في حديث لقناة المسيرة: "إن أكثر من عشر غارات شنها العدو على منطقة قريبة من العاصمة دمشق، تمثل رسالة واضحة مفادها أن العدو الصهيوني يفرض معادلة السيطرة الكاملة، على الأرض وفي السماء، ومتى وكيفما يشاء". مضيفاً أن هذه الاعتداءات ترسّخ معادلة الإذعان، رغم نفي أي اتفاقيات تطبيع أو تفاهمات أمنية مع دمشق.

وأشار إلى أن العدو يسعى إلى فرض هذه المعادلة ليس في سوريا فقط، بل في عموم المنطقة، من خلال عمليات استهداف مشابهة للبنان، في محاولة لإجبار الأنظمة على التحول إلى أدوات وظيفية أشبه بما تقوم به السلطة الفلسطينية في رام الله، أي مجرد "شرطة داخلية" دون أي دور في مواجهة المشروع الصهيوني.


وبيّن أن العدو يعمل على تعزيز وجوده في المواقع الاستراتيجية مثل جبل الشيخ، عبر بناء خنادق وتحصينات تؤكد أنه لا ينوي الانسحاب منها، بل يخطط لإطالة أمد وجوده. مشيراً إلى أن رفع العلم الصهيوني مجدداً في ساحة القنيطرة، التي رفع فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد العلم السوري ذات يوم، يمثل رسالة إهانة وإذلال إضافية تحمل دلالات سياسية وعسكرية وأمنية خطيرة.

وشدد مرتضى بأن هذه التطورات تندرج في إطار مشروع متكامل يسعى كيان العدو الصهيوني من خلاله إلى ترسيخ معادلة السيطرة والإخضاع، بما يحدد شكل العلاقة المستقبلية مع الأنظمة في المنطقة، وفق مصالحه وأولوياته الأمنية والعسكرية، وتثبيت وتوسيع مشروع الاستباحة للأمة.

 

خطابات القائد