قَضِيتَ شهيدَا وانتصرتَ مُوْسَّدَا

كما انْتَصَرتْ يُمْنَاكَ مِنْ قَبْلُ سَرْمَدَا

 

يُطِيعُك عِزُّ النَّصِرِ حَيثُ أَمَرْتَهُ

كما يَأمُرُ الرُّكنُ المشيرُ المُجَنَّدَا

 

تَقُولُ لهُ إنْ نَنتَصِرْ نَنْتَصِرْ وإنْ

قُتِلَنَا فَحَتْمًا نَنْتصِرْ لِنُخَلَدَا

 

 فيَمْتَثِلُ  النصرُ العزيزُ مسلمًا

لِأنَّكَ (نَصْرُاللهِ ) اسْمًا وَمَوْعِدَا

 

قُتِلْتَ وَلَكِنْ عِشْتَ فِيْ مُنْتَهَى المُنَى

وَلاَقَيتَ في الفِرْدَوْسِ جَدَّكَ أَحْمَدَا

 

عَلَيْكَ رَمُوْا تِلَكَ الصَّوَارِيخَ ثِقْلُهَا

وَقُوْتُهَا تُذْرِيْ الرَّوَاسِيَّ صُعَّدَا

 

فَتُخْرَجُ مِنْ بَينِ الرِّكُامِ وَلَمْ تُصَبْ

وَرَأْسُكَ مِثلُ الطَّودِ لاَمسَ فَرْقَدَا

 

فَمَا نَالَ مِنْكَ المَوتُ كَلَّا وَإِنَّمَا

حَييتَ ومَا قَدْ رُمْتَ حَقَّقَهُ العِدَا

 

قَهَرْتَ العِدَا وَالقَهَرَ بَلْ وَهَزَمْتَهُمْ

وَرَدَّيْتَ لِلأَعْدَاءِ مِنْ كَفِّكَ الرَّدَى

 

تَهَابُكَ أَمريكا وصهيونُ في الثرى

وتَخْشَى مِن التَشْييعِ عَهْدًا وَمَشْهَدًا

 

تُحَاذِرُ أنْ تُلْقِيْ خِطَابًا بِجَمَعِهِ

كَمَا خَطَبَ (السِّبطُ الحُسِينُ )وَرَدَّدَا:

 

بِ هَيْهَاتَ مِنَّا الذُلُّ يَأْبَاهُ ربُّنَا

لَنَا وَرَسُولُ اللهِ والنَّفْسُ والهَدَى.

 

نَمُوتُ على حِدِّ الظُبَاةِ أَعِزَّةً

ظِمَاءً وَلاَ نَرْضَى المَذَلَّةَ مَوْرِدَا

 

إِذَا لَمْ يَقُمْ دِينُ  الإلهِ وَأَمَّتِي

وَيَنْتَصِرِ (المَسْرَى) عَلَى مَنْ تَهَوَّدَا

 

 ويَنْعَتِقِ الإنسانُ والقدسُ والقُرَى

سِوَى بِدَمِيْ يَا ربُّ خُذْنِي  لهَا فِدَا

 

هُنَا وَكَمَا ضَحَّى الحُسَينُ( بِنَيْنَوى)

يُضَحِّي (بٍلُبنَانَ) الحُسِينُ مُجَدَّدَا

 

فأنتَ حسينُ الطَّفِ والحَسَنُ السَّمِي

لَكَ اجْتَمَعَ السِّبْطَانِ فِيكَ تَجَسَّدَا

 

حَوَيْتَ كَمَالَ المَكَرُمَاتِ سَجِيَّةً

بَلَغْتَ مِنِ الأخلاقِ والسُّؤدَدِ المَدَى

 

زَكُوتَ وَلِيدًا طِبتَ أصْلاً مُبَارَكًا

سَمَوتَ جِهَادِيًّا عَظِيمًا وَسَيِّدَا

 

نَشَأْتَ عَلَى التَّقُوى وشَبَّيتَ في النُّهَى

وَشِبْتَ عَلَى مَرْضَاتِهِ مُتَجَلِدَا

 

هَنِيئًا لَقَدْ أَفْنَيتَ عُمْرَكَ طَائِعًا

وَأَذْهَبتَهُ للظَّالِمِينَ مُجَاهِدَا

 

وَكَوَنتَ في لُبنَانَ للدينِ أمّةً

جِهَادِيَّةً حِينَ الجهادُ تَجَمَّدَا

 

تَحَرَّرَ لُبنانُ الإبا بِجِهَادِها

وَتَحرِيرُ أرضِ القُدسِ مِن يَومِها ابْتَدَا

 

وَحَطَّمْتَ أحلامَ الكَيانِ جميعَها

فأَحْبَطتَ مشروعًا غَشُومًا وَمُفسِدَا

 

وفِي حَرْبٍ( تَمُّوزٍ) قَطَعْتَ جَنَاحَهُ

ومِخْلَبَهُ لمَّا أدَلَّ وَأَرْعَدَا

 

وأَلهَمْتَ منها أمَّةً وَأَئمةً

وأيقظت  نُوّامًا وقوَّضتَ مَرْقَدَا

 

وسَانَدتَ كُلَّ المُسلمِينَ مُجَاهِدًا

على خَصمِهِم مَن كانَ أدْنَى وأبْعَدَا

 

تُنَاصِرُهُم فِي القُدسِ فِي غَزَّةٍ وفِي

دِمَشْقَ وبَغدَادٍ على البَغيِ مُنجِدَا

 

وفِي الهَرْسّكِ الأقصى وصَنعاءَ إذْ بَغَى

علينا سُعُودٌ واليهودُ وحَشَّدَا

 

تُجَاهِدُ لا تَخْشَى مَلامَةَ لاَئِمٍ

مُهَابًا ولا تَرجُو سِوى الحَقِّ مَقْصَدَا

 

 تَجَاوَزتَ تَأطِيرَ المذاهبِ والرُؤى

وجاهدتَ بالإسلامِ مِنهَا مُجَرَّدَا

 

حَمَلْتَ فُؤادًا أَخْلَصَ اللهُ سِرَّهُ

سَلِيمًا إلى اللهِ ستَأتِي بِهِ غَدَا

 

فؤادُ الفَتَى كُلٌّ الفَتَى لَيسَ نِصْفَهُ

تَراجِمُه الأقوالُ أفْعَالُه الصَّدَى

 

خَسَرْنَاكَ نَصْرَاللهِ أيَّ خَسارَةِ

عَظِيمًا وَقَرْمًا قَلَّ أنْ يَتَجَدَّدَا

 

خَسَرْنَا وَلَكَنْ فُزْتَ وَاللهِ رَبِّنَا

كَمَا فازَ مُولاَنَا عَلِيٌ وشَهَّدَا

 

لكُمْ في قلوبِ المُؤمٍنَين مَوَدّةٌ

وذكرٌ أغارَ الأرضَ طرًا وأنْجَدَا

 

يَعُزُّ علينا فَقْدُ مِثلِكَ سَيِّدِي

ومِثلِ (صفيِّ الدينِ )فردًا وقائداَ

 

وَشَمْسُكَ لَنْ تُطوَى ستَبقى مُضيئةً

وهيهاتَ شَمسٌ أن تُوارى وتُفقدَا

 

وهيهاتُ أن يَسْلُوا عِدَاك وَيَسْلَمُوا

لثأرِكَ لن نُبقيْ عدوًا مُعربِدا

 

نقولُ لهُم إنَّا إذا غابَ سيِّدٌ

يقمْ لكُمُ ألفٌ (ومليونَ) سيَّدَا

 

وإن فازَ (نصرُاللهِ) بالخُلْدِ كلُّنا

 رجالٌ ك(نَصرِ اللهِ)  أصدقُ مَوعِدَا

 

ويَفْدِيكَ (نَصرَاللهِ) بالروحِ كُلُّنَا

فَلَيتَ لنَا يُجْدِي الفداءُ مُعَدَّدَا

وإنَّا على العَهدِ العَظِيمِ بَدربِكُمْ

ولَنْ نَنْنثَيْ عَهْدًا ولَنْ نَتَرَدَّدَا

 

على الوَعْدِ حتى نلتَقِيْ بانتصارِنا

على السَّيفِ نَصْرًا بالدِّمَاءِ مُعَمَّدَا

 

على الوَعْدِ حتى نتلقيْ سَيِّدي بِكُم

لدى الخُلدِ إن شَاءَ الإلهُ مُؤكَّدَا

 

عَلَيكَ سَلامُ اللهِ ما دُمتَ قُدْوةً

منارًا وعندِ اللهِ حيًّا مُخَلَّدَا

 

عَلَيكَ سلامُ اللهِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ

وَليدًا شهيدًا ثُمَّ فِي البَعثِ مُوفَدَا

 

وَصَلَّى عَلَيكَ اللهُ بَعْدَ مُحَمَّدٍ

وَعَتْرَتِهَ دَوْمًا وَسَلَّمَ سَرْمَدَا


خطابات القائد