• العنوان:
    جرادات: المبادرات العربية استسلام مقنّع والميدان في غزة يفرض معادلاته الجديدة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد جرادات أن ما يُطرح حاليًا من مبادرات عربية وإقليمية، ومنها ما يُتداول عن شراكة قطرية تركية مصرية بغطاء عربي، لا تعدو كونها “استسلامًا سياسيًا” يُراد تسويقه في ثوب “خطة سلام”، مؤكدًا أنها محاولات لذرّ الرماد في العيون وامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد عقب الاعتذار للدوحة عن العدوان الأخير.
  • كلمات مفتاحية:

وأشار جرادات إلى أن الميدان في غزة يشهد تحولات نوعية، لافتًا إلى أن مشاهد الاشتباكات القريبة، و”المواجهات من مسافة صفر”، تعكس حالة التحام ميداني حقيقي بين المقاومة وقوات الاحتلال، مؤكدًا أن التطورات الميدانية خلال الأيام القادمة ستكون حاسمة، في ظل محاولات أمريكية متواصلة لامتصاص حالة الاحتقان الشعبي، خصوصًا في أوروبا.

وأوضح أن واشنطن تسعى من خلال هذه المبادرات إلى “إعطاء انطباع زائف” بأن الآلة العسكرية الصهيونية تمضي في طريقها نحو الحسم، بينما الواقع يؤكد أن غزة تدرك تمامًا طبيعة التحديات الميدانية التي تواجهها، وأنها تتعامل مع معركة لا علاقة لها بالحلول السياسية أو المبادرات الدبلوماسية، بل بحرب فرضها الاحتلال وتحاول المقاومة من خلالها إفشال خطوط الإمداد الصهيونية.

وبيّن جرادات أن المعارك الدائرة في أحياء غزة القديمة تمثّل اختبارًا حقيقيًا لما يسمى "عربات جدعون 2"، وأن المقاومة أعدّت خططًا متكاملة لمواجهة الاجتياح غير المسبوق، مستفيدة من كادرها البشري المؤهل وقدراتها النوعية، بالإضافة إلى تفعيل ما تبقى من المتفجرات الأمريكية والإسرائيلية التي أُلقيت على الأحياء المدنية، وتحويلها إلى أدوات مقاومة فاعلة.

وفي السياق السياسي الدولي، أشار جرادات إلى أن الاحتلال يحاول إخفاء حجم التحولات داخل الغرب، مبينًا أن الكيان الصهيوني يراهن على تجاوزها لما وصفها بـ”ثورة الجامعات الأمريكية” وتمردها على النخب السياسية الحاكمة، لكنه شدد على أن هذه التغيرات ليست لحظية، وأنها تكشف فقدان الكيان لجيل الشباب الأمريكي، حتى داخل الحزب الجمهوري، حيث تراجع التأييد التلقائي لها بين أعضائه دون سن الخمسين.

وأضاف أن ما يحدث في أوروبا أيضًا من تحولات سياسية وشعبية لا يمكن تجاوزه بخطابات نتنياهو الفاشلة أو حملاته الدعائية، مؤكدًا أن “سلوك بعض الزعماء العرب في تبييض صفحة الاحتلال” يزيد من عزلة الكيان ولا يغير من حقيقة الواقع الدولي المتحوّل.

ولفت جرادات إلى الحراك الشعبي المتنامي في أوروبا، مستشهدًا بما حدث في ميناء جنوه الإيطالي، حيث أجبرت التحركات الشعبية الحكومة اليمينية على إرسال قطع بحرية لمرافقة “أسطول الصمود”، ما أدى إلى تبدّل في المواقف الرسمية تجاه القضية الفلسطينية، رغم الخلفية السياسية اليمينية للحكومة.

واختتم الكاتب الفلسطيني حديثه بالقول إن الاحتلال يعتقد أن هذه التحولات “سحابة صيف”، غير أن الواقع يشير إلى أن الكيان الصهيوني يواجه عزلة متزايدة، ويحاول التحول إلى “نموذج سبارطة” المحاصر عسكريًا والمنعزل سياسيًا، في مواجهة عالم يتغير بسرعة لا يستطيع الاحتلال ولا داعموه إيقافها.

خطابات القائد