• العنوان:
    غزة الجريحة والعالم المتواطئ
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الغرب يعمل على أن يُقدَّم الأمنُ الصهيوني كخطٍّ أحمر، أمّا حياة مليون طفلٍ في غزة فهي مسألة تفاوضية! لِمَ لا يُمارَس الضغط الحقيقي على الكيان رغم بشاعة المجازر التي اشتكى منها الزعماء من على المِنصة الأممية؟!
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

         

ما يجري في غزة تواطؤٌ ومؤامرةٌ لا غبار عليها، غير أنّها ليست جديدة؛ وإنما المستجدّ فيها أنّ القناع قد أُزيل جهارًا نهارًا أمام أعين العالم أجمع، بالصوت والصورة، بالتجويع والدماء، بأشلاء الطفولة المهدورة تحت الأنقاض، والمشاهد المؤلمة للكلاب الضالة وهي تنهش جثامين الشهداء في الشوارع بعد كُـلّ استهداف للعدوّ الصهيوني في قطاع غزة.

التواطؤ الأمريكي الغربي ليس إخفاقًا بل سياسةٌ منهجية؛ فالغرب لم يُخفق في إيقاف الإبادة، بل يرغب في إبقاء الكيان المؤقت فوق القانون؛ لأَنَّه يرى فيه قاعدةً متقدمةً لمصالحه الاستراتيجية في المنطقة، ووكيلًا استيطانيًّا يحمل إرثًا استعماريًّا مشتركًا معه، وأدَاة لابتزاز سياسي وإعلامي عبر تهمة "معادَاة السامية" لكل من ينتقد جرائم الصهيونية.

وهذا ما عبّر عنه بوضوح مجرم الحرب نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، ومن على منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ80.

لذلك، يعمل الغرب على أن يُقدَّم الأمن الصهيوني كخطٍّ أحمر، أمّا حياة مليون طفلٍ في غزة فهي مسألة تفاوضية.

ولِمَ لا يُمارَس الضغط الحقيقي على الكيان رغم بشاعة المجازر التي اشتكى منها الزعماء من على المنصة ذاتها؟

تُدرك الأنظمة الغربية جيِّدًا أن وقف العدوان على غزة يعني الإقرار بالهزيمة السياسية للمحور الأمريكي الغربي، ومنح المقاومة الفلسطينية نصرًا أخلاقيًّا وعسكريًّا، وكسر هيبة العدوّ الإسرائيلي أمام العالم وأمام شعوب الغرب أنفسهم.

تواطؤٌ بات مكشوفًا؛ نتيجة بنية استعمارية لا تزال حيّة.

وإذ لم يعد للغرب وجهٌ أخلاقي في فلسطين اليوم، فلن يصدِّقَه أحدٌ حين يتحدث عن العدالة غدًا في أي مكانٍ آخر.

وبالتالي جاء ليعترفَ بدولة فلسطينية شكلية، يبيع الوهمَ للشعوب الساخطة، والوقت للكيان لاستكمال مخطّطاته.

المتأمل للتطورات والتحَرّكات الأممية والدولية والإقليمية الجارية حول العدوان على غزة، يكتشف دورًا صهيونيًّا خفيًّا تقوده المقترحات الأمريكية.

الخطط تُكتب في مكتب "رون دريمر" وزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني، من "صفقة القرن" إلى (اتّفاقيات أبرهام)، وانتهاء بمبادرات وقف الحرب، ثم تُمرَّر عبر واشنطن لتفادي فشلها لو أنّها عُرضت بصيغة (إسرائيلية).

بالأمس، قدّم المجرم ترامب مقترحًا من 21 بندًا، والتقى في فندق بـ نيويورك المجرم نتنياهو، وبحضور ويتكوف وجاريد كوشنر، تمخّضت عما قيل إنها (خطة أمريكية لِمَا بعد الحرب)؛ إذ تُسند فيها إدارة غزة مؤقتًا إلى "توني بلير" أَو رجل أعمال أمريكي من أصل فلسطيني، مع استبعاد لحماس والسلطة الفلسطينية.

اليوم، باتت الصورةُ النهائية واضحة: فكيان الاحتلال يكتب، وأمريكا ترعى وتسوّق، والمجتمع الدولي يبارك، ووجوه قديمة وأُخرى جديدة تتأهب لاستلام المهمة كـ"حاكم مؤقت"، فيما تبقى غزة ميدانًا للتجارب وسط تساؤلٍ حول موقف القادة العرب والمسلمين، وهل هذا هو مضمون اتّفاق ترامب وأردوغان، وترامب والوسطاء العرب؟

خطابات القائد