• العنوان:
    مصائد الموت.. سياسة صهيونية مفروضة على غزة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم تعد المساعدات الإنسانية في قطاع غزة شريان حياة يخفف من وطأة الحصار والجوع، بل تحولت بفعل الاحتلال الإسرائيلي إلى أفخاخ دامية يستدرج من خلالها المدنيين، قبل أن تنهال عليهم نيران القناصة وقذائف المدافع.
  • كلمات مفتاحية:

هذا المشهد المتكرر منذ شهور بات عنواناً جديداً لمعاناة سكان القطاع المحاصر، الذين يعيشون واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية مأساوية في العصر الحديث.

أحمد، شاب جامعي في مقتبل العمر، طموح وموهوب في فنون الدبكة الشعبية، كان يحلم بأن يصبح وجهاً بارزاً في الساحة الثقافية، لكن رحلة بحثه عن كيس طحين لأسرته انتهت على سرير العناية المركزة، برصاصة استقرت في رأسه أطلقها قناص إسرائيلي على تجمع مدني ينتظر المساعدات.

الرصاصة أحدثت شظايا عظمية ونزيفاً داخلياً، فيما عجز الأطباء عن إنقاذه بسبب انعدام الأجهزة والمستلزمات الطبية. لم يستطع أحمد أن ينطق بكلمة خلال زيارتنا له في المستشفى، لكن أناته حين سمع صوت والده كانت أبلغ من أي كلام، شاهدة على وحشية العدو وصمت العالم.

وفقاً لشهادات أهالي غزة، يتعمد الاحتلال إطلاق النار بشكل مباشر على المدنيين المتجمعين عند نقاط توزيع المساعدات، هذه السياسة تدفع الآلاف، رغم المخاطر، إلى التوجه نحو تلك المواقع، مدفوعين ببكاء أطفالهم الجائعين في خيام النزوح.

"نحن مجبرون على المخاطرة"، يقول أحد النازحين، مضيفاً: "إما أن نموت جوعاً، أو نذهب بحثاً عن لقمة عيش تحت تهديد الرصاص".

بهذا، يفرض الاحتلال معادلة قاسية: إما الجوع القاتل أو مواجهة الموت برصاص القناصة.

ومنذ بداية العدوان، استشهد آلاف المدنيين خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية.

وتشير تقارير محلية إلى وقوع عشرات المجازر عند ممرات المساعدات، حيث يتكرر المشهد ذاته، إطلاق نار كثيف على حشود الجائعين.

أكثر من 2.2 مليون فلسطيني في القطاع يواجهون خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة، فيما يبقى دخول المساعدات محدوداً ومشروطاً.

ورغم وضوح الجريمة، تكتفي المنظمات الدولية بإصدار بيانات "قلق" أو "إدانة خجولة"، بينما تواصل قوات الاحتلال منع القوافل الإنسانية من الوصول بشكل آمن، هذا الصمت، كما يقول ناشطون حقوقيون، يمثل تواطؤاً غير مباشر مع سياسة الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق شعب أعزل.

ما حدث مع أحمد ليس سوى نموذج لمأساة أوسع يعيشها القطاع بأسره، فالمساعدات، التي يُفترض أن تخفف من المعاناة، تحولت إلى أدوات قتل جديدة في يد الاحتلال، في ظل حصار خانق وقصف متواصل وصمت دولي مريب.

وبينما تواصل غزة نزيفها اليومي، يبقى السؤال معلقاً: إلى متى سيظل العالم يتفرج على شعب يُقتل مرتين؛ مرة بالجوع، ومرة برصاص القناصة؟.






خطابات القائد