• العنوان:
    بين عجز الأطباء وصمت العالم.. رحلة علاج مؤجلة في غزة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تتفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العدوان الصهيوني والحصار المفروض منذ شهور، لتترك بصماتها القاسية على المدنيين، وخاصة الأطفال.
  • كلمات مفتاحية:

"نائل" طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات، أصبح أيقونة جديدة للألم الفلسطيني بعد أن تحولت حياته من اللعب أمام خيمة جيرانه إلى رحلة علاج مؤجلة محاصرة بالعجز الطبي وصمت العالم.

وبحسب تقرير متلفز لقناة المسيرة، فقد أصيب نائل بشظية نتيجة قصف استهدف إحدى خيام النازحين في وسط القطاع، استقرت الشظية في دماغه، وأدت إلى فقدانه البصر والسمع والنطق بشكل كامل، وإلى جانب جروحه الخطيرة، فتك به سوء التغذية الحاد نتيجة المجاعة التي تضرب القطاع، ليضاعف من معاناته داخل مستشفى شهداء الأقصى، حيث يرقد منذ أربعة أشهر دون أفق لعلاج مناسب.

الأطباء الذين تابعوا حالة نائل أكدوا أن المستشفيات المحلية غير قادرة على تقديم العناية اللازمة بسبب انعدام الأجهزة الطبية الحديثة ونفاد الأدوية الأساسية.

يقول أحد أفراد الطاقم الطبي: «حالة الطفل معقدة، ونحتاج إلى تدخل جراحي دقيق خارج غزة. هنا نفتقر إلى الإمكانيات، وحتى أبسط أنواع الأدوية مفقودة».

لم تكن معاناة نائل الوحيدة في أسرته؛ فشقيقه الأصغر، البالغ من العمر عامين وسبعة أشهر، استشهد في القصف ذاته. تقول عائلة الطفل إنهم لم يتوقعوا أن تتحول لحظة لعب عادية أمام الخيمة إلى مأساة أودت بحياة طفل وهددت الآخر بالموت البطيء.

ويضيف والد نائل بحرقة: «كل ما نتمناه أن يعود ابني لحياته الطبيعية، أن يلعب كبقية أطفال العالم. أربع شهور وهو في المستشفى بلا علاج حقيقي».

توجه العائلة نداء عاجلًا إلى الدول العربية والإسلامية والمنظمات الإنسانية الدولية لنقل نائل للعلاج خارج القطاع. مناشدة تختصر حجم المأساة التي يعيشها آلاف المرضى والجرحى في غزة، حيث أغلقت أبواب السفر، وتوقفت قوافل العلاج، وترك الأطفال لمصير قاسٍ يفتك بهم ببطء.

تتكرر قصة نائل مع آلاف الأطفال في غزة، حيث تحولت ملاعب الطفولة إلى ساحات موت، والمستشفيات إلى غرف مكتظة بالضحايا الذين ينتظرون علاجًا قد لا يأتي.

وبين مطرقة القصف وسندان النزوح، يواصل المدنيون حياتهم داخل خيام بالية لم تَسلم هي الأخرى من القصف الإسرائيلي المتواصل.

رحلة علاج نائل المؤجلة تجسد صورة أوسع من المعاناة الصحية والإنسانية في غزة، حيث العجز الطبي يلتقي مع صمت المجتمع الدولي، فيما يستمر النزيف الإنساني بلا توقف.

وبينما تناشد عائلته العالم لإنقاذه، تبقى صرخات الأطفال في غزة شاهدة على جريمة لا تزال مستمرة، ونداء مفتوحًا لرحمة غائبة وعدالة مؤجلة.


خطابات القائد