• العنوان:
    عجبا .. للشاعر عبدالرحمن مراد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

 

عجباً لقلبٍ حاقدٍ متغاضبِ 

ولكاذبٍ فوقَ البراقِ الكاذبِ 

 

ولعاجزٍ ألفَ الهوانَ بقلبهِ 

حتى غدا كنزيلِ دارِ النادبِ 

 

سحقاً لليلٍ عابسٍ مُتذمِّرٍ

ولكلِّ قلبٍ خائنٍ أو عاتبِ 

 

وإذا النفوسُ على غلاظةِ طبعها

ليلٌ تسلَّلَ من نظامِ الثاقبِ 

 

فاعلمْ بأنَّ الصبحَ مهنةُ تاجرٍ

وبأنَّ عيشَكَ في زنادِ مُحاربِ 

 

فاصبرْ على مُرِّ الطِّباعِ ولا تكُنْ 

فظاً ينوحُ على الزمانِ الذاهبِ 

 

ولقد رأيت على القلوبِ غشاوةً 

رَانَاً تمسْكَنَ في ثيابِ الرَّاهبِ 

 

فالحُرُّ يشقى في الحياةِ لأنَّهُ

حُرٌّ تمرَّغ في ترابِ تجاربِ 

 

وجهُ الصداقةِ في زمانِكَ خائنٌ 

فالمرءُ عبدُ مصالحٍ ومطالبِ 

 

وإذا الغباءُ صفاتُ شخصٍ فاجرٍ

فاحذرْ تكن عونَ المذلِّ الشاحبِ 

 

فالنقصُ في شيَمِ الغباءِ حقارةٌ 

ويرى نجاحَك دونَ كفِّ الضَّاربِ 

 

كم مُدعٍّ فضلاً ودون مقالِهِ

فعلُ الخساسةِ في طباعِ عقاربِ 

 

ومنَ الدناءةِ أن تُصاحبَ كاذباً

إنَّ الكذوبَ يشينُ وجهَ الصاحبِ 

 

واحذرْ مخالطةَ اللئيمِ فإنَّهُ 

ماءٌ مشوبٌ لا يسوغُ لشاربِ 

 

وإذا رأيتَ منافقاً في مجلسٍ 

كُنْ كالسؤالِ على لسانِ التائبِ 

 

واحذرْ يراكَ كخائبٍ في ردِّهِ

جهدُ النذالةِ أن تراكَ كخائبِ 

 

إنَّ الضغائنَ في النفوسِ سجيةٌ 

والحقدَ فأسٌ في كفوفِ الحاطبِ 

 

صنفانِ من وجعِ السنين تراهما 

ما بين جفنٍ في الفراغِ وحاجبِ 

 

كُنْ بالصداقةِ في مشارفِ عابرٍ

ودُّ الصداقةِ لا يدومُ لراغبِ 

 

والغدرُ من شيَمِ اللئامِ، ولم تجدْ

ودَّاً يدومُ على الأعمِّ الغالبِ 

 

قد ينكرُ المعروفَ من ضاقت بهِ 

سُبُلُ المحاسنِ عن هطولِ سحائبِ 

 

وتظنُّ أمراً في فراغِ حفيظةٍ 

فتراهُ يوماً في اعتذارِ معاتبِ 

 

فالمرءُ ينسى، والهمومُ حوافظٌ 

واليسرُ يمشي في عسارِ مصائبِ 

 

مِن ذاتهِ الإنسانُ يخلق واقعاً

فيعيشُ بين أساورٍ ومناقبِ 

 

ولقد يعيشُ على حضيضِ عزائمٍ

ويموتُ قهراً تحت حافرِ لاعب ِ 


خطابات القائد