• العنوان:
    هجوم مسيّرات على أسطول الصمود العالمي.. رسالة ترهيب في سياق العدوان والحصار على غزة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: في تصعيد جديد يعكس حجم الاستهداف الممنهج لأي تحرك تضامني مع غزة، تعرّض أسطول الصمود العالمي فجر الأربعاء لهجوم جوي مكثف نفذته طائرات مسيّرة مجهولة، أثناء إبحاره في عرض البحر في طريقه نحو القطاع المحاصر.
  • كلمات مفتاحية:

وأفادت شهادات الناشطين المرافقين بأن أكثر من 15 طائرة مسيّرة حلّقت فوق سفن الأسطول بطريقة استفزازية، حيث ألقت إحداها مادة ذات رائحة بارود على إحدى السفن من دون أن تسفر عن إصابات، فيما أُطلق مقذوف دخاني أحدث حالة من الإرباك، وسقط مقذوف آخر في البحر بالقرب من السفن.

وتحدث المشاركون عن انفجارات متقطعة في محيط الأسطول، بالتزامن مع تشويش إلكتروني على الاتصالات، في محاولة لعزل السفن عن العالم الخارجي وقطع تواصلها مع وسائل الإعلام.

ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، إلا أن مؤشرات الهجوم، من حيث الأسلوب والأهداف، تعكس – وفق محللين – بصمات واضحة لدول لها مصلحة مباشرة في منع وصول الأسطول إلى غزة، وعلى رأسها الاحتلال الصهيوني الذي سبق أن اعترض بالقوة أساطيل مشابهة وارتكب جرائم بحق المتضامنين.

ويبدو أن الهجوم الحالي أقرب إلى رسالة ترهيب محسوبة: ضغط نفسي عبر التحليق الكثيف للمسيّرات والانفجارات والتشويش، من دون اللجوء حتى الآن إلى قصف مباشر، باعتبار أن ذلك قد يثير ردود فعل دولية واسعة.

وجاء بيان أسطول الصمود العالمي حاسماً في الرد على هذه المحاولات، إذ شدّد الناشطون على أن: "هذه الأساليب لن ترهبنا ولن تدفعنا إلى الاستسلام، بل تزيدنا عزيمة وإصراراً على إيصال المساعدات إلى غزة وكسر الحصار."

وأكد القائمون على الأسطول أن أي محاولة لترهيبهم لن تؤدي إلا إلى تعزيز التزامهم الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن مشاركتهم تتجاوز مجرد إيصال مساعدات، لتصبح رسالة سياسية في مواجهة الحصار وتجريمه أمام العالم.

ويأتي هذا الاعتداء في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخه، وسط عدوان صهيوني متواصل منذ أشهر خلّف عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى، وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وفي هذا السياق، فإن استهداف الأسطول لا يمكن عزله عن معركة أوسع يقودها الاحتلال، هدفها منع أي فعل تضامني عالمي قد يفضح جرائمه أو يضغط لرفع الحصار، كما يعكس إدراك العدو أن معركة غزة لم تعد فقط عسكرية، بل باتت معركة وعي ورأي عام دولي قد يُفضي إلى محاسبته على جرائمه.

ويبقى السؤال المطروح: كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع هذه الحادثة؟ فإما أن يثبت جديته في حماية الناشطين والمتضامنين الدوليين ويقف أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية، أو يواصل سياسة الصمت التي اعتاد عليها، بما يعني إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الاعتداءات على المبادرات السلمية.

خطابات القائد