• العنوان:
    تحالفات غربية أعرابية ضد اليمن.. الاستفراد بـ فلسطين وإسقاط نموذج الإسناد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في خضمّ عدوان متعدد الأوجه تقوده الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتُنفذه أدوات عربية، تتكثّف الجهود لاستهداف اليمن ليس فقط ككيان سياسي، بل كنموذج مقاوم ومناصر لفلسطين في زمن تتسابق فيه الأنظمة على التطبيع والانبطاح.
  • كلمات مفتاحية:

ما يجري اليوم هو صراع نماذج، حيث تسعى قوى الهيمنة إلى إسقاط تجربة اليمن في الإسناد الفعلي للقضية الفلسطينية، تمهيدًا لعزل غزة وتحويل دعمها إلى تهمة، وتركها فريسةً للاستفراد الصهيوني.

منذ اندلاع الحرب على غزة، شكّلت اليمن أقوى جبهة إسناد شعبي وعسكري للقضية الفلسطينية، حيث لم تكتفِ صنعاء بإصدار البيانات أو الاكتفاء بالدعاء، بل انتقلت إلى فعلٍ مباشر على مستوى البحر والجو، أربك كيان العدو وأحرج حلفاءه، وهو ما جعل هذه الوقفة عائق استراتيجي أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية، لذلك فإن كل الجهد الغربي – الصهيوني – الأعرابي اليوم ينصبّ على إطفاء هذه الجبهة، لإبقاء غزة وحدها، ولنزع الشرعية عن أي مقاومة.

ومن الواضح أن محور الشر لم يعد يراهن فقط على العقوبات والدعاية والإعلام، بل اتجه نحو تحالفات علنية، يُشارك فيها، الولايات المتحدة التي تدير العمليات وتحشد الأساطيل، والكيان الصهيوني الذي يرى في اليمن تهديدًا وجوديًا، وأنظمة عربية (مطبّعة أو متواطئة)، دخلت على خط العدوان أمنياً واقتصادياً وحتى عسكرياً.

هذه الأنظمة لم تكتفِ بالتطبيع أو بالصمت، بل باتت جزءًا فاعلًا من مشروع وأد القضية الفلسطينية، من خلال تجريم نصرتها، وتجفيف أي دعم شعبي أو سياسي لها.

حرب اليمن لم تعد فقط مع السعودية والإمارات، بل اتسعت لتشمل تحالفًا يريد إسقاط النموذج اليمني في الوعي العربي والإسلامي، حيث فشلت الدعاية في كسر صمود صنعاء، فانتقل الخصوم إلى الحرب العسكرية المباشرة. ومؤخراً، تتسع دائرة التحالفات المشبوهة لتشمل، هجمات جوية تستهدف البنى التحتية والمدنية، حملات إعلامية شيطانية تُصوّر الدفاع عن فلسطين كعدوان، والمقاومة كإرهاب، محاولات داخلية لاختراق الجبهة الداخلية اليمنية، لذا فإن الهدف ليس فقط إخضاع اليمن، بل نزع رمزيته الثورية، وتحويله من ملهمٍ للمقاومة إلى معزولٍ ومجرَّم.

لقد بات اليمن شوكة في حلق المشروع الصهيوني، بعد أن شكل تحولًا استراتيجيًا في الوعي العربي، ومثّل نقطة انعطاف في ميزان القوى من خلال، كسَر هيبة الردع الصهيوني في البحر الأحمر، وتقديم نموذجًا فعّالًا في مقارعة الاستكبار العالمي، وتحطيم سردية "الاستسلام هو الحل"، وبيّن أن الشعوب تستطيع فرض معادلات جديدة.

لذلك، فإن ضرب هذا النموذج ليس خيارًا عسكريًا فحسب، بل هو ضرورة وجودية للعدو الصهيوني وأدواته. سقوط اليمن يعني تثبيت الهزيمة في وعي الأمة، وبقاؤه يعني أن فكرة المقاومة لا تزال ممكنة.

رغم كثافة الضغوط، وتشابك التحالفات، لا يزال اليمن ثابتًا على موقفه المبدئي، ويواصل الدفاع عن فلسطين بالفعل لا بالشعارات، يحاول الأعداء ضرب هذا النموذج ليس فقط لوقف دعمه لغزة، بل لمنع تحوّله إلى نموذج يُحتذى في بقية الأقطار.

لكن الرهانات على كسر اليمن ليست أكثر من وهم سياسي، فالتاريخ أثبت أن هذا الشعب لا يُكسر بسهولة، وأن مدرسة الإسناد التي بناها بدماء أبنائه ستبقى شوكة في خاصرة الخونة والمطبعين، وأن ما يبنى على اليقين لا تهدمه تحالفات المهزومين.


خطابات القائد