وفي لقاء مع قناة المسيرة، استعرض مخلوف الأسباب التي جعلت من الثورة اليمنية حدثاً فريداً، حيث انطلقت من قمقم الفقر والحيف والتبعية للنفوذ السعودي والأمريكي.

وأشار إلى أن هذه الثورة، التي وصفها بـ "الطائر الفينيق" الذي نهض من تحت الرماد، أرعبت أعداءها منذ اللحظة الأولى، مستشهداً بتصريح رئيس الوزراء الصهيوني، المجرم نتنياهو، الذي اعتبر أن خطرها يفوق خطر ما أسماه "النووي الإيراني"، وعزا هذا العداء إلى أن الثورة اليمنية ترسّخ الثقافة القرآنية وتستمد قوتها من هوية الشعب الإيمانية، مؤكداً أن أي ثورة لا تنطلق من عمق الأمة مصيرها الزوال.

وأكد البرلماني التونسي على أن الثورة اليمنية نجحت في تحقيق السيادة على الأرض، ومنعت مخططات التشتيت والتقسيم التي كانت تهدف إلى إخضاع اليمن للهيمنة الخارجية، مبيناً أن هذه الثورة هي الوحيدة التي حققت استقلالاً حقيقياً في العالم العربي منذ حركات التحرر في الأربعينات والخمسينات، حيث واستقلالها الحقيقي يدعم سيادة الشعب، وحرية قراره الوطني، ووحدته.

ولفت إلى أن هذه الثورة نقلت اليمن من حالة الانقسام والانهماك في الأزمات الداخلية إلى يمن يدافع عن قضايا أمته ويشكل جبهة إسناد متقدمة للقضية الفلسطينية، موضحاً أن هذا التحول جاء نتيجة لترسيخ الثقافة القرآنية والإيمانية التي بدأت مع الشهيد حسين بدر الدين الحوثي.

وقدم مخلوف رؤية مفادها أن الثورة اليمنية، إلى جانب الثورة الإيرانية، أوجدت قطبية جديدة في العالم، ليست فقط عسكرية، بل قطبية ثقافية تقوم على الثقافة القرآنية ومواجهة الإمبريالية، مؤكداً أن ظهور هاتين الثورتين أدى إلى سقوط مصداقية المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن في نفوس الشعوب، التي لم تعد تؤمن بالقيم التي أُسست عليها هذه المنظمات.

وأفاد أن الثورة اليمنية فضحت القيم الإنسانية التي يتبجح بها الغرب، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، واصفاً الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بـ "المتوحش الوحيد الذي يحكم العالم"، مضيفاً أن اليمن من خلال مواجهته المباشرة للأخطبوط الأمريكي والصهيوني، قد أنجز إنجازاً حضارياً وقيمياً وأخلاقياً، ودخل التاريخ كقوة تدافع عن الحق الفلسطيني والمبادئ الإنسانية.

وأضاف البرلماني التونسي أن الثورة اليمنية، وإن لم تنجز شيئاً آخر، فقد أنجزت المبدأ الأهم، وهو أنها أظهرت بوضوح صراع الحضارات، بين حضارة إنسانية مزعومة سقطت بامتياز، وحضارة إسلامية قوية وراسخة تدافع عن القيم الحقيقية، مبيناً أن المستضعفين في الأرض سيكرمون ويصبحون وارثين، مؤكداً أن الثورة اليمنية هي من ستحقق هذه الوراثة الحضارية.