شهد معبر الكرامة المسمى احتلاليَّا "اللنبي"، عصر الخميس، عمليةً بطوليةً مركّبة بدأت بإطلاق نارٍ كثيف تلاهُ هجوم طعن، أسفر عن مصرع جنديين صهيونيين وإصابة آخرين بجروحٍ متفاوتة.

ووصف المجرم نتنياهو اليوم، بأنه "يوم قاسٍ"، معبّرًا عن "حزن بالغ" لمقتل الجنود، في اعترافٍ صريح بحجم الضربة وتداعياتها على جيشه والمجتمع الصهيوني الداخلي.

وسائل إعلام عبرية أفادت أن المنفّذ، جندي أردني متقاعد، استخدم شاحنة تجارية قادمة من الأردن، وفتح النار من مسافة صفر قبل أن يهاجم بسلاحٍ أبيض، أعقب ذلك استنفارٌ واسع لقوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات كبيرة وأغلقت المنطقة بالكامل، في محاولةٍ لاحتواء الموقف.

بدورها؛ أعلنت الخارجية الأردنية أن منفذ الهجوم البطولي في المعبر الحدودي هو "عبد المطلب القيسي" (68 عامًا) جندي متقاعد، مدعيةً بالقول: إنَّ "القيسي بدأ منذ 3 أشهر العمل سائقًا لإيصال المساعدات إلى غزة"، مضيفةً أنّ "تحقيقات بُذلت لمتابعة الحادث بالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية ومنها أوضاع السائقين الذين عبروا جسر الملك حسين اليوم".

وتُذكّر هذه العملية البطولية بعمليةٍ مماثلة نفذها جندي متقاعد خدم في الجيش الأردني، وهو الشهيد "ماهر الجازي"، في سبتمبر 2024م، في الموقع ذاته، والتي أودت بحياة ثلاثة من أفراد أمن الاحتلال، وأدت إلى إغلاق المعبر ليومين؛ ما يسلّط الضوء على هشاشة المعبر التجاري الأبرز بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة والخاضع لسيطرة العدوّ الكاملة.

ويرى مراقبون أن استمرار العمليات الفردية التي ينفذها أردنيون ضد أهداف صهيونية، سواء داخل الأراضي المحتلة أو عبر المعابر؛ يعكس تصاعد حالة الغضب الشعبي تجاه المجازر المستمرة في قطاع غزة.

وبالتزامن، أعلنت وسائل إعلام عبرية مصرع أربعة جنود صهاينة وإصابة ثمانية آخرين بانفجار عبوة ناسفة محكمة في رفح جنوبي قطاع غزة؛ فيما أعادت كتائب القسام نشر كلمة تاريخية لقائد أركانها الشهيد "محمد الضيف" دعا فيها إلى "الزحف نحو فلسطين اليوم وليس غدًا".

وفي بيانٍ جديد حذّرت القسام من حرب استنزاف "ستحوّل غزة إلى مقبرة لجنودكم"، متوعدةً بمزيد من العبوات الكمائنية وعمليات الأسر، ومؤكدة أنَّ "أسراكم موزعون داخل أحياء غزة، وأي توسيع للعدوان يعني أنهم لن يعودوا لا أحياء ولا أموات".

ويأتي ذلك في وقتٍ يتصاعد فيه استهداف آليات الاحتلال بعبوات متطورة؛ فيما أفادت كتائب المجاهدين عن استهداف دبابة "ميركافا" بقذيفة "سَعير" في حي الزيتون، مؤكدةً إصابتها إصابة مباشرة.

كما أعلنت قوات الشهيد عمر القاسم استيلاءها على مسيّرتين صهيونيتين "كواد كابتر" أثناء تحليق استخباري فوق أحياء التفاح والشيخ رضوان.

وإلى الضفة المحتلة، وثق مركز "معطى" الفلسطيني، تفاصيل عمليات الأسبوع الماضي الذي شهد تنفيذ 63 عملية مقاومة متنوعة بين إطلاق نار وتفجير عبوات، إضافة إلى 47 مواجهة شعبية في الضفة الغربية المحتلة؛ ما يعكس اتساع رقعة الفعل المقاوم وتنامي الضغط الميداني على الاحتلال.

تثبت العمليات المتزامنة اليوم، من رفح إلى معبر الكرامة، أنَّ المقاومة تمسك بزمام المبادرة، وتُدخل الاحتلال في معادلة استنزاف متعددة الجبهات؛ فيما تتهاوى حسابات الردع الصهيوني أمام عمليات تتسم بالدقة والتنسيق، وتُنذر بمراحل أشد إيلامًا للكيان المحتل المجرم.


خطابات القائد