• العنوان:
    عام على مجزرة البيجر: جريمة صهيونية تتجاوز كل الحدود الأخلاقية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    قبل عام مضى، في السابع عشر من سبتمبر، استيقظ لبنان على عملية إرهابية فريدة من نوعها، لم يستخدم فيها الكيان الصهيوني الصواريخ أو القنابل التقليدية، بل استغل التكنولوجيا لتحقيق أهدافها الإجرامية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

 في تلك اللحظة، انفجرت آلاف أجهزة النداء الآلي (البيجر) بشكل متزامن، في عملية منسقة استهدفت المدنيين بشكل مباشر، هذه الجريمة، التي أطلقت عليها المقاومة الإسلامية اسم "مجزرة البيجر"، كشفت مرة أخرى عن الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، وجه لا يتردد في استخدام أي وسيلة، مهما كانت خبيثة أو غير إنسانية، لإضعاف خصومه.

لم تكن هذه العملية مجرد هجوم عسكري، بل كانت جريمة إرهابية بكل المقاييس، استهدف الهجوم بشكل مباشر آلاف المدنيين، بمن فيهم أطفال، ونساء، ومسعفين، وصحفيين، كانوا يستخدمون هذه الأجهزة للتواصل اليومي في حياتهم العادية.

الانفجارات المتزامنة في آلاف الأجهزة في جميع أنحاء لبنان، لم تترك مجالًا للشك في أن الهدف كان نشر الرعب والفوضى، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، خصوصًا في البيئة الحاضنة للمقاومة.

هذا الأسلوب الجديد في الحرب، الذي يعتمد على استهداف المدنيين عبر أدواتهم اليومية، يمثل انتهاكًا سافرًا لكل الأعراف والقوانين الدولية، ويؤكد أن الكيان الصهيوني لا تضع أي خطوط حمراء في حربها، بل تتجاوز كل الحدود الأخلاقية.

هذه الجريمة لم تكن مجرد حادثة عابرة في تاريخ الصراع، بل كانت جزءًا من استراتيجية صهيونية أوسع تهدف إلى زرع الخوف وإضعاف الجبهة الداخلية للمقاومة.

لقد أثبتت هذه العملية أن إسرائيل على استعداد لضرب أي شخص أو أي شيء يخدم مصالحها، حتى لو كان ذلك عبر استهداف أجهزة تواصل بسيطة، هذا النوع من الهجمات، الذي يستهدف حياة المدنيين اليومية، يهدف إلى خلق حالة من عدم الأمان المستمر، وإرغام المجتمع على التخلي عن المقاومة.

اليوم، وبعد مرور عام على هذه الجريمة، تظل ذكراها حية في أذهان اللبنانيين، وفي ذاكرة كل من يتابع الصراع في المنطقة، إنها ليست مجرد ذكرى ألم وخسارة، بل هي تذكير دائم بمدى وحشية هذا العدو، وتأكيد على ضرورة اليقظة الدائمة.

مجزرة البيجر أثبتت أن الكيان الصهيوني لا تتردد في استخدام أبشع الأساليب لإضعاف خصومها، وأن وجهها الحقيقي هو وجه عدو لا يعرف الرحمة ولا يلتزم بالقوانين.

هذه الجريمة هي درس لكل من يعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن تكون شريكًا في سلام عادل، أو أنها تحترم سيادة الدول أو حياة المدنيين.







خطابات القائد