• العنوان:
    تفجير أجهزة البيجر.. جريمة إلكترونية بأبعاد إنسانية واستراتيجية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: لقد كشفت عملية تفجير أجهزة البيجر عن وجه جديد للعدوان الصهيوني، حيث انتقل من ساحات المعارك التقليدية إلى حرب التكنولوجيا والاختراق المدمجة.
  • كلمات مفتاحية:

ورغم الخسائر البشرية المأساوية، فإن هذه الجريمة لم تنجح في تحقيق هدفها الأساسي وهو كسر إرادة الصمود، بل على العكس، أظهرت هشاشة كيان العدو، وعززت من قناعة المتضررين بأن العدوان الصهيوني لم يعد يمتلك القدرة على المواجهة المباشرة، فبات يلجأ إلى الغدر والخديعة والأساليب الإلكترونية القذرة.

شهد لبنان، يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024، تصعيدًا عسكريًا نوعيًا غير مسبوق، تمثل في هجوم إلكتروني صهيوني استهدف آلاف أجهزة "البيجر" اللاسلكية التي يستخدمها مدنيون ومجاهدون تابعون لحزب الله في لبنان وسوريا، هذا الهجوم، الذي تحول فيه جهاز الاتصال الصغير إلى أداة انفجارية، أسفر عن خسائر بشرية، وأثار تساؤلات حول طبيعة الحروب المستقبلية وأخلاقيات الصراع.

 

تفاصيل الهجوم والخسائر

جاء الهجوم في توقيت متزامن ومباغت، حيث انفجرت الآلاف من أجهزة البيجر في مناطق واسعة تشمل الضاحية الجنوبية لبيروت، وجنوب لبنان، ومنطقة البقاع، وصولاً إلى الأراضي السورية.

ولم يقتصر تأثير الهجوم على الأفراد العسكريين، بل طال المدنيين بشكل مباشر، وهو ما أظهر الطبيعة الإجرامية للاستهداف.

ووفقًا للمعلومات المتداولة، أدت الانفجارات إلى ارتقاء عدد من الشهداء، وإصابة نحو 2800 جريح، وتُظهر الإحصائيات الأولية أن غالبية الإصابات كانت خطيرة، ومركزة في أجزاء حيوية من الجسم مثل العيون، والأيدي، والبطن.

هذه الإصابات البالغة تدل على أن المواد المتفجرة المستخدمة صُممت لإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر الجسدي والتشويه، مما يعكس نية مبيتة في إحداث عاهات دائمة وإثارة الرعب.

وتُعد عملية تفجير أجهزة البيجر نقطة تحول في استراتيجيات الحرب الحديثة، وتكشف عن دلالات عميقة تتجاوز مجرد العمل العسكري المباشر:

التحول نحو الحرب الإلكترونية المدمجة: يمثل هذا الهجوم نموذجًا للحرب الهجينة، حيث تم دمج التكنولوجيا المتقدمة والاختراق الإلكتروني مع التنفيذ المادي للعمليات.

استهداف أجهزة البيجر - التي يُعرف عنها أنها أكثر أمانًا من الهواتف المحمولة وتعمل على ترددات خاصة - يعكس قدرة استخباراتية صهيونية على اختراق منظومات اتصالات مغلقة.

استهداف البنية التحتية للاتصالات: اعتمدت المقاومة على أجهزة البيجر كجزء من منظومتها الاتصالية الآمنة، بعيدًا عن شبكات الاتصال العامة التي يسهل رصدها. وباستهدافها، كان العدو الصهيوني يسعى إلى شل قدرات القيادة والسيطرة للمقاومة، وخلق حالة من الفوضى والارتباك في صفوفها.

الأبعاد النفسية والاجتماعية: لم يكن الهدف من الهجوم هو فقط إحداث خسائر مادية، بل كان أيضًا محاولة لضرب الروح المعنوية للمجتمع اللبناني. فاستهداف جهاز يستخدمه الأفراد في حياتهم اليومية، وخلق حالة من عدم الأمان حتى في أبسط أدوات التواصل، يهدف إلى إثارة الخوف وتقويض ثقة المواطنين في أنفسهم وفي البيئة المحيطة بهم.

جريمة حرب ضد المدنيين: وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المدنيين، وتصميم المتفجرات لإحداث عاهات مستديمة، يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين، هذا الهجوم يضع الكيان الصهيوني في خانة مجرمي الحرب عقب استهداف زعزعة استقرار المجتمع اللبناني.


خطابات القائد