• العنوان:
    بيان قمة الدوحة: تباين في المواقف تجاه حل القضية الفلسطينية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: عُقدت القمة العربية الإسلامية في الدوحة أمس في ظل تصعيد صهيوني غير مسبوق في المنطقة. اختتمت القمة أعمالها ببيان ختامي مشترك أدان بشدة العدوان الأخير على قطر، واعتبرته "جبانًا وغير شرعيًا". وأكد البيان أن استهداف كيان العدو لدولة محايدة تلعب دورًا وسيطًا في المنطقة يقوّض بشكل مباشر أي فرص لتحقيق السلام والاستقرار.
  • كلمات مفتاحية:

وأصدرت القمة بيانًا ختاميًا مشتركًا عبّر عن التضامن الكامل مع قطر، مؤكدًا على وقوف القادة العرب والمسلمين معها في كل ما تتخذه من خطوات للرد على هذا العدوان، كما أشاد البيان بالموقف "الحضاري والحكيم" الذي أبدته قطر في تعاملها مع هذا الاعتداء.

وذكر البيان أن الاعتداء على مكان محايد للوساطة يقوّض عمليات صنع السلام الدولية، ويهدف إلى عرقلة الجهود المبذولة لوقف العدوان على غزة، وشدد الحاضرون على رفضهم القاطع لأي محاولات لتبرير العدوان الصهيوني تحت أي ذريعة، كما أدانت التهديدات المتكررة بإمكانية استهداف قطر مجددًا.

وفيما يتعلق بجرائم الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، جدد البيان دعم جهود الوسطاء (قطر، مصر، والولايات المتحدة) لوقف العدوان على غزة، كما أكد على الوقوف ضد مخططات ما يسمى بـ "إسرائيل الكبرى" لفرض واقع جديد في المنطقة، وأدان أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.

وتمسك البيان بمبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في قمة بيروت عام 2002، والتي تقوم على حل الدولتين، حيث أكدت مصر على أهمية المؤتمر المقبل لحل الدولتين المزمع عقده على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، باعتباره محطة مفصلية لتحقيق حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من إدانة البيان للعدوان الصهيوني، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن تحفظها على بعض بنود البيان الختامي، وجاء التحفظ الإيراني بسبب رفض طهران القاطع لمبدأ حل الدولتين، حيث أكدت عدم اعترافها بالكيان الصهيوني.

وشددت إيران على أن الخيار الوحيد يتمثل في إقامة دولة ديمقراطية موحدة في فلسطين، عبر استفتاء يشمل جميع الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، وأكدت على دعمها الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واستخدام جميع الوسائل لنيل حريته.

وفيما يتعلق بالوساطة، ثمنت إيران جهود كل من قطر ومصر لوقف إطلاق النار وتخفيف معاناة الفلسطينيين، لكنها اعتبرت أن السياسات الأمريكية تدعم عمليًا اعتداءات الكيان، مما يجعل واشنطن طرفًا غير موثوق به لتحقيق سلام عادل.

وأشار العديد من المراقبين إلى وجود تباين واضح بين اللهجة القوية التي تحدث بها القادة العرب والمسلمون في القمة، والبيان الختامي الذي لم يخرج بأي قرارات عملية تتجاوز الإدانة، ففي الوقت الذي أجمع فيه القادة على أن "الاستباحة الصهيونية للمنطقة تجاوزت كل الخطوط الحمراء"، وأن العدو اعتدى على خمس دول في المنطقة مؤخرًا (لبنان، سورية، اليمن، إيران، والآن قطر)، لم يخرج البيان بأي خطوة عملية لوقف هذا النزيف أو "قرملة دفاعة العدو لتدمير ما تبقى من غزة".

ولم يتم الإعلان عن أي تحرك عملي مثل قطع العلاقات الدبلوماسية أو التجارية مع الكيان الصهيوني المجرم، وهو ما كان يدعو إليه بعض القادة كـ "أقل موقف تجاه ما اعتبروه تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء".

وفي هذا السياق، بدا البعض مشدودًا إلى السلام ومبادرات التطبيع، حيث اعتبروا أن العدوان على قطر يعرقل فرص إبرام معاهدات سلام جديدة في المنطقة، بينما يرى آخرون أن التمسك بحل الدولتين الذي يرفضه رئيس الحكومة الصهيونية علنًا- يمنح الكيان ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وأكد البعض على ضرورة اتخاذ موقف حاسم وواضح، حيث أن "العدو الصهيوني قفز إلى مربع خطير".







خطابات القائد