• العنوان:
    طفولة غزة الدامية أمام قمة الدوحة!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: على بلاط الشارع الغزّي، حيث لم تجف دموع الأمهات ولم تهدأ صرخات القلوب، ارتسم مشهد يفوق في قسوته قدرة الكلمات على الوصف.
  • التصنيفات:
    عربي
  • كلمات مفتاحية:


طفلان صغيران، توأمان، كانا منذ ساعات فقط يلهوان ببراءة العمر، يتقاسمان الضحكة والكسرة، وينامان في حضن أمٍ تتوسد الأمل رغم ثِقل الحصار والموت.

 لكن رصاص الغدر وقذائف الحقد الصهيوني سرقت منهما دفء الطفولة، وحوّلتهما إلى جسدين صامتين مسجّيين بالدماء.


أحدهما يرتدي قميصًا ملونًا وقد غطته البطانية الخضراء كأنها تحاول ستر جراحه عن عيون السماء، والآخر ممدّد بجوار أخيه، عيناه مغمضتان كأنهما لا تريدان أن تريا ما تبقى من عالمٍ ظالمٍ لا يرحم الأطفال.

كانا معًا في الحياة ومعًا في العلو إلى جوار النبيين عند ربهم يرزقون، يرحلان كتوأمين لم يفترقا يومًا، حتى حملتهما يد الجريمة الصهيونية إلى مقام الشهادة، حيث لا خوف ولا قصف ولا ظلام، بل نعيم دائم، واستبشار بمن يحلقوا بهم من أهلهم ومحبيهم، في خلود لا نغص فيه.


هذه ليست مجرد قصة دم سال على أرصفة غزة، بل قصة شعب تُغتال طفولته كل يوم، وتُذبح أحلامه على مرأى من عالمٍ يتفرج بصمتٍ مريب.

 في دماء هؤلاء التوأم رسالة أبلغ من كل خطاب إلى قمة الدوحة في قطر ، وإلى مسامع الوفود العربية والإسلامية الحاضرة، مفادها : أن الإبادة الصهيونية ليست رواية من الماضي، بل جرح حاضر ينزف في كل بيتٍ من بيوت غزة، وها نحن نستنجد فهل من موقف لنصرتنا".

دمائهم رسالة عتاب للعرب والمسلمين وأصحاب الزعامة والفخامة، تبارك الاجتماع وتمهره بطلب النظر إلى واقع غزة وفلسطين والاستباحة في المنطقة.

في قلب غزة النازفة، حيث تحوّلت شوارع الطفولة إلى مقابر، وحيث يعلو صراخ الأمهات فوق هدير الطائرات، يستمر كيان العدو الصهيوني في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزّل.

 صور التوأمين الشهيدين اللذين ارتقيا معاً من حضن الحياة إلى مقام الشهادة ليست سوى شاهد إضافي على سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يمارسها هذا الكيان الغاصب منذ عقود، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ مفضوح من قوى الاستعمار.

إن ما يجري في غزة اليوم ليس حرباً بالمعنى العسكري، بل عملية تطهير عرقي مكتملة الأركان، تُنفذ بدم بارد ضد شعب أعزل.

أطفال غزة، الذين كان لهم الحق في الحياة، في التعليم، في اللعب بأمان، وفي الرعاية الصحية والنفسية، يُقتلون ويُهجّرون ويُحاصرون في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، من اتفاقيات جنيف إلى ميثاق حقوق الطفل الأممي والقانون الدولي الإنساني.

تؤكد تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية، من اليونيسف إلى العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أن غزة تشهد واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث: آلاف الأطفال بين قتيل وجريح، مدارس محوّلة إلى ركام، مستشفيات مستهدفة أو محاصرة، وملايين الأرواح مهددة بالجوع والعطش والمرض.

هذه الجرائم ليست حوادث عابرة، بل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل جرائم إبادة جماعية بكل المقاييس، يتحمّل مسؤوليتها قادة كيان العدو الصهيوني وفي مقدمتهم مجرم الحرب نتنياهو وقيادات نظامه الدموي الاستعماري، ومن يساندهم من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها مجرم الحرب ترامب الذي وفّر الغطاء السياسي والمالي والعسكري لهذه المذابح.

المطلوب اليوم ليس بيانات قلق باهتة ولا اجتماعات شكلية، بل تحرك دولي عاجل وحاسم لمحاسبة المجرمين.

على المحكمة الجنائية الدولية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتفتح تحقيقاً شفافاً ومستقلاً، وأن تضع نتنياهو وقياداته وشركاءه أمام قوس العدالة كمجرمي حرب.

وعلى مجلس الأمن والأمم المتحدة أن يكسروا جدار الصمت والتواطؤ، وأن يفرضوا حماية دولية عاجلة للأطفال والمدنيين في غزة، وأن يرفعوا الحصار فوراً لإيصال الغذاء والدواء والوقود دون قيد أو شرط.

إن دماء أطفال غزة ليست أرقاماً في تقارير، بل صرخة في وجه العالم بأسره، كل قطرة دم بريئة سالت على تراب غزة هي وثيقة إدانة تُلاحق القتلة والمجرمين، وكل طفل ارتقى شهيداً هو شاهد حق على زيف العدالة الدولية وانكشاف شعارات حقوق الإنسان التي يُتاجر بها المستعمرون.

أطفال غزة يصرخون اليوم بلسان واحد: نريد أن نعيش كبقية أطفال العالم. نريد أن نتعلم ونلعب وننام في حضن آبائنا وأمهاتنا بأمان. هذه الحقوق ليست مِنّة من أحد، بل حقوق مقدسة كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

إن الصمت على هذه الإبادة مشاركة في الجريمة، والتاريخ لن يرحم المتواطئين،  آن أوان يقظة الضمير العالمي، آن أوان العدالة التي لا تعرف الكيل بمكيالين، وآن أوان محاسبة مجرمي الحرب الذين أغرقوا غزة بالدماء، وآن أوان العرب والمسلمين أن يتحركوا لنجدة أطفال غزة، ووقف الاستباحة.

خطابات القائد