• العنوان:
    فرحات للمسيرة : من لا يفعل السيف في وجه العدو فليصمت عن الهذيان!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: في قلب الدوحة، حيث تُعقد القمةُ العربية ــ الإسلامية الطارئة، تتداخلُ أصواتُ الخطاباتِ مع صدى الغارات الصهيونية وصرخات الأطفال والنساء على الأرض الفلسطينية، لكن الحقيقة تظل واحدة: الكلمات وحدها لا تكفي، ولا يمكنها ردع آلة القتل الوحشية التي تتربص بشعب عربي مسلم، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
  • كلمات مفتاحية:

في هذه القمة، يُفترض أن تخرج قرارات تُترجم المواقف إلى أفعال، لكن ما أظهرته المسودات أمس، كان مجرد طنين في فضاء الشجب والتنديد، بعيداً عن الميدان الذي يفرض شروطه بالقوة والواقع.

بهذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي فراس فرحات: "إن القمة العربية ــ الإسلامية الطارئة التي تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة يُفترض أن تخرج بمخرجات تتجاوز مجرد البيانات، خصوصاً في ضوء الهجوم الذي استهدف قطر في توقيت اعتُبر استثنائياً".

وفي حديثه لقناة «المسيرة» صباح اليوم، أضاف فرحات، أن التباين في المواقف والافتقار إلى خطوات عملية حاسمة سيجعلان القمة «قمة خطاب لا تفعيل».

ورأى أن الحدث لم يأتِ ليعالج ما يجري في غزة أو الاعتداء على قطر بقرارات حقيقية على الأرض، بل سيقتصر على خطابات وبيانات، مشيراً إلى أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات ملموسة، مثل طرد السفراء أو توحيد موقف رادع ضد كيان العدو الصهيوني، يبيّن بوضوح أن هناك سقفاً للخطاب العربي لا يتجاوز الخطوط التي رسمها العدو الصهيوني لمثل هذه الأنظمة في المنطقة.

وتطرّق إلى موضوع أوراق الضغط المتاحة للدول العربية، لافتاً إلى أن ورقة «التطبيع» والمقاطعة تُعد أدوات فعّالة إذا ما وُظفت، لكنه اعتبر أن الدول الحالية «فاقدة القدرة على العطاء» و«لا تملك الإرادة الحقيقية لاستخدام هذه الأوراق».

وأشار إلى المسودات المسربة ومواقف بعض وزراء الخارجية التي تُظهر حرصاً على الحفاظ على العلاقات مع الكيان، بما في ذلك دور الوساطة القطرية في مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والكيان.

وأكد أن ما يحدث من تطورات دراماتيكية من قِبل الكيان لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة تهاون بعض القادة العرب عن تجاوز «العدو» في ساحات مثل غزة ولبنان وسوريا واليمن.

وفي هذا السياق وضع اليمن كنموذج للموقف العملي، مشدداً أن «اليمن هو المحور، واليمن هو المنتصر في هذه المعركة» من خلال استمرار إسداء الدعم لغزة وتنفيذ عمليات عسكرية تضغط على خصومها.

ونوّه بأن الرسالة اليمنية وصلت بوضوح عبر مواقفها وعملياتها المستمرة، وأنها أعطت درساً عملياً في التضامن الحقيقي، مُنتقداً في الوقت نفسه استمرار بعض الدول العربية في مسار التطبيع الذي لا يستثني أحداً.

وختم فرحات بأن الحل العملي والرد الفاعل هو ما يفرض الشروط على الميدان، لا مجرد الخطابات وبيانات الشجب والتنديد المطبوعة بالحبر على ورق تُرمى في الأدراج بشكل متكرر.

في واقع الميدان، تتجلى الحقيقة بلا تزييف: من يملك العزم والإرادة يفرض شروطه، ومن يكتفي بالكلام يُترك أمام الحقيقة العارية.

 اليمن، بصموده وعملياته، رسّخ نموذج الفعل المقاوم، بينما تبقى الخطابات العربية التقليدية عاجزة عن مواجهة العدو، حبيسة بين طيات البيانات ومقتضيات المديح الدبلوماسي، ففي ساحة الصراع، لا تُكتب الانتصارات إلا بالدم والقرار، لا بعبارات جوفا وخطاب رتيب مستهلك.


خطابات القائد