• العنوان:
    قمة الدوحة.. هل يرقى المجتمعون إلى مواقف حزمهم وعزمهم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تنطلق اليوم الاثنين القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة على وقع حدث غير مسبوق وهو العدوان الصهيوني المباشر على دولة قطر.
  • كلمات مفتاحية:

هذا العدوان، الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، محطة فارقة نسفت كل التكهنات السابقة وألقت بظلالها على القمة، لتجعل من بحث العدوان الإسرائيلي على دولة قطر عنوانها الرئيسي.

لقد أثبتت الجريمة أن الرهان على الحماية الأمريكية، أو لعب دور الوسيط، أو حتى إقامة علاقات مع كيان العدو، لم يعد حصناً من أي استهداف صهيوني.

لم يكن الهجوم على الدوحة حدثًا منفصلاً عن سياقه الأوسع، ففي الاجتماع التحضيري للقمة، كان الإجماع واضحًا على أن التخاذل المستمر عن نصرة غزة هو السبب الرئيسي الذي شجع العدو على التمادي والوصول إلى "الدوحة، وما يمكن أن تشهده عواصم أخرى من غطرسة صهيونية".

وأشار تقرير متلفز لقناة المسيرة، إلى أن الصمت أمام الجرائم الإسرائيلية ليس مجرد موقف سلبي، بل هو "جريمة" بحد ذاتها، لأنه "يمهد للمزيد من الجرائم".

الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة على مدى عامين دون مساءلة، منحتها شعورًا بالإفلات من العقاب، وشجعتها على توسيع دائرة إجرامها، هذا الوضع الحرج يضع مسؤولية كبرى على عاتق القمة لوقف "تلك الآلة الإجرامية عن الاستمرار في تلك الحرب المشينة".

لطالما عُرفت القمم العربية والإسلامية بإصدار البيانات الشاجبة والمنددة، لكن النص يتساءل بمرارة: "فهل يتجاوز العرب والمسلمون استراتيجية البيانات ويتخذون موقفاً يرقى إلى حزمهم وعزمهم؟"، هذا التساؤل ليس مجرد نقد، بل هو دعوة صريحة للقيادات العربية والإسلامية لتجاوز الانقسامات.

ولفت التقرير إلى مفارقة مؤلمة: أن العرب "لا يجيدون فرد عضلاتهم إلا بوجه أشقائهم"، ويستعرض مثالاً صارخًا على ذلك، حيث يتم ذكر مشاركة عسكرية واسعة من دول عربية في تحالفات إقليمية – مثل تحالف ما يسمى دعم الشرعية في اليمن، بأعداد ضخمة من الطائرات والمقاتلين، كما قارن بين هذا الحشد العسكري وبين التخاذل عن غزة، متسائلاً: "هل سيكون لوقع العدوان على قطر ما يدعو لأن يستفيق منام على سيل من دماء غزة؟".

أمام هذا الوضع، أفاد التقرير أن القمة لا تملك الكثير من الخيارات، بل يجب عليها التلويح بأوراق ضاغطة وفاضحة، هذه الأوراق، التي قد لا تكون كافية لإيقاف العدوان، إلا أنها ضرورية لحفظ ماء الوجه أمام الشعوب التي طالما ضغطت من أجل موقف حاسم. ومن أبرز هذه الخيارات:

قطع العلاقات وسحب السفراء: خطوة يتوقعها البعض، وقد تكشف في المقابل حجم العلاقات والمصالح التي تجمعها بالعدو الصهيوني.

تجميد التطبيع: يرى البعض أن الدول الي طبعت العلاقات مع كيان العدو يمكنها على الأقل "تجميد العلاقات، وقد تصل إلى مرحلة حتى قطع العلاقات، لأنه الحقيقة السكين وصلة العظم".

ونوه التقرير إلى التوقعات المتضاربة حول مخرجات القمة، فبين المتفائلين والمتشائمين، هناك إجماع على أن التخاذل والصمت هما ما أوصلا الأمور إلى هذه النقطة.

ورغم أن مصير القمة ونتائجها قد لا تكون حاسمة، إلا أن النص يترك الباب مفتوحًا على أن "قادم الأيام حبلى بالمفاجآت"، في إشارة إلى أن الهجوم على قطر قد يكون شرارة لمواقف جديدة.

السؤال الذي يطرحه التقرير في النهاية هو: هل ستكون هذه القمة نقطة تحول حقيقية، أم ستظل مجرد محطة أخرى في سلسلة التخاذل التي لم تجلب سوى المزيد من الدم والخراب؟


خطابات القائد