• العنوان:
    قمة الدوحة أمام اختبار المطالب العملية أو السقوط في خيار الرضوخ وتشجيع الاستباحة الصهيونية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: في ظلِّ العدوان الذي نفَّذه الكيانُ العدوُّ الصهيوني على الدوحة، وما يرافقه من تحضيراتٍ لعقد قمةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ استثنائيةٍ في العاصمة القطرية، جاءت مواقفُ متوازيةٌ من باحثين وسياسيين؛ لتكشفَ حجمَ الشكوكِ في جدوى الاجتماعات، إذا ما بقيت حبيسةَ لغةِ البياناتِ والخُطَبِ.
  • كلمات مفتاحية:

في هذا السياق، يقول الكاتبُ والباحثُ الفلسطيني الدكتور وليد محمد علي، في حديثه لقناة المسيرة أمس: «إنَّ القممَ والاجتماعاتِ الدبلوماسيةَ الحالية مليئةٌ بالخُطَبِ من دون نتيجةٍ عملية»، مشبِّهاً ذلك بما يحصل في جلسات مجلس الأمن، حيث تنتهي الأمورُ إلى إداناتٍ شكليةٍ لا تحمل أثراً فعلياً على الأرض.

وأضاف: «هذا يُساوي في الحقيقة إصدارَ أمرٍ جديدٍ بالاعتداء لصالح الكيان الصهيوني».

وأكَّد أنَّه لا يتفاءلُ بإمكانية الخروج من القمم بقراراتٍ واضحة، متسائلاً: «من الذي قال إنَّ من يمثِّل سوريا من الذين يُسمَّون أنفسَهم ممثِّلين؟ ومن الذي قال إنَّ عملاء الإمارات أو عملاء حكومة الفنادق يمثِّلون الجمهوريةَ اليمنية؟»، في إشارةٍ منه إلى غياب الشرعيةِ الحقيقية عن بعض الوفود الرسمية.

وحذَّر محمد علي من أنَّ الاكتفاءَ ببيانات الإدانة والتنديد «سيُعزِّز موقفَ الكيان الصهيوني على إعلان تهويد القدس، والبدء بخطواتٍ عمليةٍ في بناء ما يُسمَّى بـ"إسرائيل الكبرى"»، مشدِّداً على أنَّ الواقعَ العربيَّ الرسميَّ الراهن لا يُنتِجُ أكثرَ من غطاءٍ يتيحُ للكيانِ الإمعانَ في عدوانه «في القتلِ والإبادةِ والسيطرةِ على الضفة الغربية وتهويدِ القدس، والتمددِ في سوريا ولبنان، وتوسيعِ الاستباحةِ للمنطقة برمَّتِها».

وفي الاتجاه نفسه، شدَّد الناشطُ البحريني ورئيسُ المكتب السياسي لائتلاف الرابع عشر من فبراير، إبراهيم العرادي، على أنَّ «الأمنَ القوميَّ والعربيَّ لا يتجزأ، ويجب على هذه الدول أن تفهمَ الأمر».

وأضاف أنَّ الدولَ التي لا تسمحُ لشعوبها بمظاهرةٍ واحدةٍ نصرةً لفلسطين، ولطالما يوجد سفراءُ للكيان في هذه الدول، لا نتوقَّعُ منها أيَّ خير.

وانتقد الاكتفاءَ بالبيانات قائلاً: «إذا انتهى الاجتماعُ ببياناتٍ وغضبٍ ودموعٍ فهذا لا يفيد»، داعياً القمةَ إلى اتخاذ خطواتٍ عمليةٍ ملموسةٍ، مثل: «طرد السفراء الصهاينة من الأقطار العربية التي فيها سفارات، قطع العلاقات التجارية، منع مرور السفن، منع مرور الطائرات»، معتبراً أنَّ هذا هو الحدَّ الأدنى المطلوب.

وتوقَّف عند البُعد الأمني، لافتاً إلى أنَّ الاستباحةَ التي جرت للأجواء والسيادات الخليجية والعربية تكشفُ أنَّ المنظوماتِ الدفاعيةَ المستوردة لم تمنعِ الاختراق، وأنَّ استمرارَ الارتهانِ لسفارات أمريكا يُبقي القرارَ السياديَّ مُعطَّلاً.

ورأى أنَّ الرهانَ على الحماية الخارجية لا يصمدُ أمام الوقائع، وأنَّ المطلوبَ هو بناءُ إرادةٍ إقليميةٍ صلبةٍ تنبعُ من الداخل.

ويتضحُ من مواقف محمد علي والعرادي أنَّ المحكَّ الحقيقيَّ أمام القمةِ العربيةِ ـ الإسلاميةِ المرتقبةِ في الدوحة، هو الانتقالُ من البياناتِ إلى الأفعال. فالمطلوبُ ـ كما شدَّدا ـ طردُ السفراءِ الصهاينة، قطعُ العلاقات، منعُ مرورِ السفن والطائرات، وبناءُ إرادةٍ إقليميةٍ مستقلَّة، أمَّا الاكتفاءُ بالخُطَبِ والدموع فلن يكونَ سوى تفويضٍ جديدٍ للكيان العدوِّ الصهيوني بمزيدٍ من العدوان والاستباحة.

وفي الحالتين، تبدو الرسالةُ واضحةً: إذا لم تتغيَّر الأنظمةُ الرسميةُ، فإنَّ قوى المقاومة وشعوبَ الأمة ستظلُّ الحارسَ الأمينَ لعواصمها ومقدساتها.


خطابات القائد