وبالتزامن مع اجتماع تحضيري في العاصمة القطرية الدوحة، مساء اليوم الأحد، وعشية قمة عربية إسلامية تبحث الرد على العدوان الإسرائيلي على قطر، بدأ وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو" زيارتَه للأراضي المحتلّة، غداة تأكيده أنّ هجوم الكيان على الدوحة "لن يؤثر على العلاقات بين بلاده وَ(إسرائيل)".

وجدّد "روبيو" التأكيد على أنّ هذه العلاقة "قوية وراسخة"، وأنّ ما حصل "قد حصل، وعلى الجميع المضي قدمًا"، في إشارة إلى نوايا قوية للدعم المطلق، وهو ما رآه مراقبون مؤشرًا خطيرًا يؤكّـد أنّ الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لنتنياهو أن يعمل ما يريد في المنطقة ويستبيح من شاء من الدول، وما ترويج "ضمّ الضفة الغربية" واحتلالها، تحت سمعٍ ونظر القمة العربية الإسلامية في الدوحة، إلّا رسائل أولية للمجتمعين.

وسائل إعلام عبرية أكّـدت أنّه في زيارة جمعت المجرم نتنياهو وروبيو بالقدس المحتلّة، تحديدًا أثناء اقتحامهما لحائط البراق، لم يُدلِ روبيو بتصريحات، لكن نتنياهو قال: إنّ "هذه الزيارة هي دليل على متانة العلاقة والتحالف ما بين [تل أبيب] وواشنطن"، لافتًا إلى أنّ الزيارة كانت مجدولة قبل العدوان الإسرائيلي على قطر، وظلّت موجودة على جدول الأعمال.

ورغم ما زُعِمَ أنّ ترامب لم يكن سعيدًا بهذا العدوان، إلا أنّه لا يُستشفّ على الواقع وجودُ أية عقوبات أَو حتى توبيخ، بل الزيارة قائمة، ويبدو أنّ ما هو على جدول الأعمال –وفق ما نُشر في وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية– بحثُ موضوع إمْكَانية ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلّة لسيادة الاحتلال الصهيوني.

مراقبون شدّدوا على وجوبِ التفريق؛ فعلى الأرض أصلًا الاحتلال يمنع إمْكَانية تجسيد دولة فلسطينية، وقد صادق مؤخّرًا على المخطّط الاستيطاني في منطقة "E1" شرقي القدس المحتلّة، الذي يربط المغتصبات ويعزل القدس المحتلّة، ويفصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها. وهو أصلًا يمنع إمْكَانية قيام دولة فلسطينية، في مسعىً لبحث الردّ على موجة الاعترافات المرتقَبة بالدولة الفلسطينية.

ووفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فَـإنَّ نتنياهو أوضح أنّه يريد معرفة "الهامش الممنوح له أمريكيًّا" بشأن ما إذَا كانت هناك خطوط حمراء بمخطّط الضمّ؛ غير أنّ روبيو جاء مُطَمْئِنًا بأنّ الإدارة الأمريكية تعطي ضوءًا أخضر لنتنياهو؛ مِن أجلِ ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، كنوع من مقبولية الردّ على الاعتراف المزمع من قبل عواصم –من بينها حلفاء الولايات المتحدة– بفلسطين كدولة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثلاثاء الأخير من شهر سبتمبر الجاري.

معطياتٌ إذَا وُضعت بموازاة أنّ روبيو أحد أكثر الموالين للكيان الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية، فَـإنَّ زيارتَه تعطي صورةً أوضحَ عن ضوء أخضر أمريكي، بعد الإعلان عن مشاركته في افتتاح مسار نفق تهويدي حُفر أسفل منازل المقدسيين في حي "وادي حلوة" ببلدة "سلوان".

و"سلوان" تقع جنوبي المسجد الأقصى، وهذا النفق يصل إلى قرب أَسَاساته، وبالتالي فَـإنَّ المشاركة في افتتاح النفق التهويدي تمثّل انخراطًا ودعمًا أمريكيًّا كاملًا لهذه السياسات التهويدية التي تنفّذها حكومة المجرم نتنياهو، ودعمًا للجمعيات الاستيطانية الصهيونية.

ومن المزمع عقد لقاء انفرادي بين وزير الخارجية الأمريكي ونتنياهو صباح الغد، إلى جانب مشاركة روبيو في الافتتاح الرسمي للنفق التهويدي، والذي سيكون مساء الاثنين، تزامنًا مع البيان الختامي لقمة الدوحة.

مراقبون وصفوا زيارة روبيو بأنّها استفزازية وخطيرة، تُبنى عليها سياسات التهويد في مدينة القدس المحتلّة، وفوق كُـلّ ذلك فهي سياسة أمريكية تأتي على حساب الرواية الحقيقية، وتصرّ على التغيير في المشهد والتاريخ، وعلى الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال بضمّ الضفة وتصفية القضية.

خطابات القائد