• العنوان:
    ربيع النبوة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الارتباط الوثيقُ لأهل اليمن بالرسول الأعظم محمد (ص) بدايةٌ لميلاد الوعي لدى شعوب الأُمَّة الإسلامية، ومع مرور الأيام ستنمو وتكبُرُ حالة الوعي؛ لتحاصرَ نفوذَ الصهيونية وتقضي على تغوُّلِها وامتداداتها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لا يحتاجُ احتفاءُ شعب الإيمان والحكمة بذكرى مولد النور الأعظم النبي الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى وصف، فأيُّ وصف لا يمكنُ أن يحيطَ بمظاهر الاحتفاء اليماني المتعددة، التي لم تلحظها شعوبُ الأُمَّة الإسلامية فقط، بل غيرها من الشعوب المحبة للسلام والرحمة. والأبعد من ذلك، فقد رصد الأعداءُ بعضًا من مظاهر الاحتفاء اليماني، وكانت تلك المظاهر محلًّا للإعجاب والانبهار والاستغراب والتعليق!

فإحدى القنوات الصهيونية الواسعة الانتشار (I24) استعرضت عددًا من الفعاليات الاحتفائية الإبداعية الإنشادية، والمناظر النورانية النبوية في العاصمة صنعاء وغيرها من محافظات الجمهورية، وكان الإعجاب واضحًا على ملامح عدد من المتواجدين في البرنامج الحواري للقناة الصهيونية، وبدت على بعضهم حالة الاستغراب، وتساءل البعض الآخر منهم: كيف لليمنيين، في ظل هذه الظروف، أن ينتجوا وأن يحتفوا بهذه الصورة؟

ولقد تحدَّث البعضُ منهم عن معرفته بفعاليات احتفالية بمناسبة ذكرى المولد النبوي في بعض البلدان الإسلامية، لكنه أكّـد في ذات الوقت أنه لم يشاهد مثلَ الفعاليات الاحتفائية التي شاهدها في اليمن! ولا يتسعُ المقامُ هنا لسرد التعليقات التي تم ذكرُها من جانب عدد من المحلِّلين المتواجدين في البرنامج الحواري، الذي يبدو أنه كان مخصَّصًا للتعليق على مظاهر احتفاء بلادنا يمن الإيمان والحكمة بربيع النبوة.

وإذا كانت مظاهرُ الاحتفاء بذكرى المولد النبوي -على صاحبه وآله أفضلُ الصلاة وأزكى السلام- قد ولدت لدى الصهاينة حالة من الاستغراب والدهشة، فَـإنَّ المؤكّـد أن متابعتهم لفعاليات المؤتمر الثالث للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ستصيبهم بالذهول والصدمة، حين يدركون أن هذا المؤتمر قد ناقش أربعمئة بحث تم إعدادها وتقديمها خلال فترة وجيزة.

والأبحاث المقدَّمة للمؤتمر شاملة مختلف جوانب حياة شعوب الأُمَّة ومرتبطة بمشاكلها ومكائد أعدائها، وعلى رأسهم اليهود الصهاينة، ومتضمِّنة معالجات وحلولًا تفصيلية لتلك المشاكل، وكيفية مواجهة مكائد الأعداء.

والأبحاث المقدَّمة للمؤتمر الثالث للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي يستمر ثلاثة أيّام، لا تقتصر على الجامعات اليمنية أو الباحثين اليمنيين، بل تشمل جامعات وباحثين من دول إسلامية متعددة عربية وغير عربية. وهو ما يعني أن ارتباطًا موضوعيًّا واقعيًّا مهمًّا عابرًا للجغرافيا اليمنية بدأت ملامحه تتشكل، ليربط شعوب الأُمَّة الإسلامية بنبيها الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.

وسيدركُ الصهاينة بكل تأكيد أن ارتباطَ أهل اليمن بالنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس مجرد ارتباط شكلي يتجسد في مظاهر احتفائية متعددة لا وجود لمثلها في أي بلد إسلامي، بل إن الارتباطَ الشكليَّ الجوهري يتزامنُ معه ويلازمُه ارتباطٌ موضوعي عملي لمختلف جوانب حياة شعوب الأُمَّة.

وسيدرك الصهاينة المجرمون حتمًا أنه، مثلما كان مولدُ الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وبعثته إيذانًا بأفول تسلّط اليهود في ذلك الزمن؛ فَـإنَّ إحياءَ ذكرى مولده والارتباط به شكليًّا وموضوعيًّا سيعني بكل تأكيد زوال الإمبراطورية الصهيونية وسطوتها الممتدة على رقعة واسعة من جغرافيا البشرية، خصوصًا أن هذا الزوالَ حتميٌّ بنص القرآن الكريم وتتوافرُ أسبابُه -بعون الله-.

وليس الارتباط الوثيق لأهل اليمن بالرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا بداية لميلاد حالة الوعي لدى شعوب الأُمَّة الإسلامية، ومع مرور الأيام ستنمو وتكبر حالة الوعي، لتحاصر نفوذ الصهيونية وتقضي على تغوّلها وامتداداتها.

ويدرك الصهاينة المجرمون أكثر من غيرهم أن عودة شعوب الأُمَّة الإسلامية إلى خط نبيها الجهادي هو السبيل الوحيد للوقوف بقوة في وجه أعدائها والتغلّب عليهم.

ولذلك عمل الصهاينة وأعوانهم، على مدى عقود من الزمن، من خلال التضليل والحرب الناعمة على مسخ هُوية شعوب الأُمَّة، لفك ارتباطها بدينها ونبيها وإبعادها قدر الإمكان عن مصدر قوتها وعزتها وتمكّنها.


خطابات القائد