• العنوان:
    عام على مجزرة البيجر في لبنان .. المسيرة تلتقي أحد جرحاها
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في الذكرى السنوية الأليمة لمجزرة البيجر التي خلفت آثارًا عميقة في تاريخ لبنان المعاصر، التقت قناة "المسيرة" بأحد الناجين من تلك الأحداث المروعة، ليقدم شهادته المؤثرة التي جمعت بين تفاصيل الألم وقوة الإرادة.
  • كلمات مفتاحية:

لم تكن شهادته مجرد سرد لتفاصيل الإصابة الجسدية، بل كانت قصة ملهمة عن الصمود والإيمان، حيث تحول الألم الجسدي إلى قوة روحية وفكرية قادرة على تحدي المستحيل.

روى الجريح بتفاصيل دقيقة ومؤثرة لحظات إصابته البالغة، التي طالته في الفخذ الأيمن، ما أدى إلى نزيف حاد كاد ينهي حياته، بالإضافة إلى إصابات في أصابعه، وكسور في أسنانه، لكن الإصابة الأشد خطورة كانت في وجهه، حيث تضررت عينه اليسرى وجزء من اليمنى.

في تلك اللحظة الحرجة، وصف حالته بأنها كانت "بين الحياة والموت"، وأنه كان على يقين بأنه سيفارق الحياة شهيدًا، ومع ذلك، كان القدر يحمل له قصة أخرى. بعد ثلاثين يومًا قضاها في حالة حرجة، استعاد وعيه وسط ما وصفه الأطباء بـ"إعجاز طبي".

خلال هذه الفترة العصيبة، فقد ما يقارب ثلاثين كيلوغرامًا من وزنه، كما أشار إلى أن عضلات جسده كانت قد تلاشت تمامًا، وتركته في وضع صحي "سيئ للغاية"، يعكس حجم الصدمة الجسدية والنفسية التي تعرض لها.

كانت نقطة التحول في رحلة تعافيه هي لقاؤه الملهم بأحد الجرحى المقعدين، الذي كان يشاركه الغرفة، هذا الجريح، وعلى الرغم من حالته الصعبة، بدأ برفع معنوياته بشكل مستمر، وشاركه تجربته الخاصة في كيفية التغلب على الألم الجسدي والعيش بقوة وإيجابية.

هذا اللقاء كان بمثابة شرارة أضاءت له الطريق، ودفعته إلى اتخاذ قرار حاسم بالاهتمام بصحته واستعادتها بكل ما أوتي من قوة، من هنا، بدأ يفكر في مسار مهني جديد يتناسب مع وضعه الصحي الجديد.

قرر التوجه نحو مجال الثقافة، مؤكدًا قناعة عميقة لديه بأن "الصاروخ لا يقتل الذكاء"، وأن العقل والروح يمكنهما أن يستمرا في العطاء رغم كل الصعوبات.

ختم الجريح شهادته بفلسفة عميقة تتجاوز الواقع المادي، حيث قال إن البشر عادة ما يقيسون الأمور "بالجانب المادي"، ويحسبون الحسابات المادية ليجنوا نتائج مادية، لكنه أكد أن من "يحسب بحسابات إلهية" سينال نتائج إلهية لا تخضع للمنطق المادي.

وشدد على أن القتال الحقيقي ليس بالسلاح أو الصاروخ، بل هو قتال "الروح"، لأنها هي التي لا تُهزم ولا تُصاب بالوهن. فالجسد قد يُجرح ويُصاب، لكن الروح تظل صامدة ومقاومة.





خطابات القائد