• العنوان:
    القرار الأممي بين الإرادة الدولية والفيتو الأميركي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| منصور البكالي| المسيرة نت: شكّل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير، والذي حظي بتأييد واسع من 142 دولة، محطة سياسية ذات رمزية لافتة، عكست رفضًا دوليًا متزايدًا لجرائم كيان العدو الصهيوني.
  • كلمات مفتاحية:


غير أن المحللين يجمعون على أن غياب الإرادة الحقيقية للتنفيذ، ووجود النفوذ الأميركي الذي يحمي العدو الصهيوني سياسيًا وعسكريًا، يضعان القرار أمام معضلة أساسية: هل سيبقى مجرد وثيقة أخلاقية أم يمكن أن يتحول إلى خطوة مؤثرة في ميزان الصراع؟

الفيتو الأميركي حاجز ثابت

في هذا السياق أوضح الأكاديمي والمحلل السياسي د. عماد أبو الحسن في حديثه أمس لقناة المسيرة أن التصويت الكاسح يكشف تحوّلًا في المزاج الدولي، حيث لم تعد أغلبية العالم تقبل بتبرير جرائم الاحتلال، لكنه شدّد على أن القيمة تبقى رمزية، لأن الجمعية العامة لا تملك أدوات إلزامية، بينما يحتكر مجلس الأمن سلطة التنفيذ التي يشلّها الفيتو الأميركي.

وأضاف في حديثة أمس لقناة "المسيرة" أن بعض الدول المصوّتة لصالح القرار ما زالت تحافظ على علاقات استراتيجية مع العدو، ما يجعل مواقفها أقرب إلى المناورة السياسية منها إلى الالتزام المبدئي. وتساءل: هل يكفي التصويت الرمزي لوقف حمام الدم، أم أن الميدان وحده هو الذي يغيّر الحسابات؟


كما انتقد غياب موقف عربي موحد، معتبرًا أن صمت أو تردّد الأنظمة العربية أفقد القرار أي ثقل إقليمي يمكن أن يحوّله إلى أداة ضغط عملية.

شرعية القرارات وحدودها القانونية

من جانبه، قدّم أستاذ القانون الدولي د. عمر الحامد قراءة تفصيلية للقرار، موضحًا أن قرارات الجمعية العامة تبقى مجرد توصيات غير ملزمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، باستثناء بعض النواحي المالية.

وأكد في حديثة لقناة المسيرة" أمس، أن التحوّل من التوصية إلى التنفيذ يمرّ عبر مجلس الأمن، حيث يقف الفيتو الأميركي عائقًا دائمًا أمام أي إجراء حقيقي ضد كيان العدو.


ورأى أن غياب الإرادة الدولية، والتواطؤ الغربي، والتبعية العربية، تجعل من القرار مجرد مكسب معنوي يسجَّل في الأرشيف الأممي دون أثر عملي.

 لكنه شدّد على أن صمود الشعوب والمقاومات قادر على خلق وقائع جديدة تغيّر ميزان القوى، وأن التاريخ أثبت أن الانتصارات الحقيقية لم تُصنع بقرارات المنابر وحدها بل بدماء الشعوب وتضحياتها.

بين الرمزية السياسية والعجز القانوني، يقف القرار الأممي الأخير عند مفترق طرق: فهو يعكس عزلة متزايدة لكيان العدو وحلفائه، لكنه يفتقر إلى الأدوات الكفيلة بتحويله إلى ردع فعلي.

 وهنا تبرز التساؤلات: هل يمكن أن يتحول هذا القرار إلى لبنة تراكمية لمواقف أكثر صلابة مستقبلًا؟ وهل تكفي الضغوط الشعبية المتصاعدة لكسر هيمنة الفيتو الأميركي؟ أم أن الميدان وحده، بما تصنعه الشعوب والمقاومات، سيظل العامل الحاسم في فرض المعادلات وإجبار العدو على الانكفاء؟ ما هو مؤكد، كما خلص المحللون، أن القرارات الدولية ستبقى بلا روح ما لم تستند إلى إرادة الميدان وقوة المقاومة، وأن المستقبل مرهون بتغيّر موازين القوى أكثر من كونه رهنًا بأوراق الأمم المتحدة.

 

خطابات القائد