• العنوان:
    الاحتلال يمهّد لاجتياح بري شمال غزة عبر سياسة الأرض المحروقة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    محمد الكامل| المسيرة نت: تعيش مدينة غزة منذ ساعات الفجر الأولى، تعيش مدينة غزة تحت وابل متواصل من القصف الصهيوني الذي يطال الأحياء السكنية بشكل مركز، في وقت تكشف فيه التحركات العسكرية شمال المدينة عن نية الاحتلال بدء عملية اجتياح بري موسّع، بعد أكثر من شهر ونصف من التهديدات والتصعيد.
  • التصنيفات:
    عربي


وركزت الطائرات الحربية الصهيونية خلال الساعات الأخيرة على استهداف العمارات والأبراج السكنية بالإضافة إلى مراكز الإيواء التي تعج بالنازحين. الأحياء الغربية للمدينة، وعلى رأسها مخيم الشاطئ وحي النصر وحي الرمال، تحولت إلى ساحات دمار بفعل الضربات العنيفة والمتكررة.

يحاول الاحتلال دفع ما تبقى من سكان المدينة، ومعظمهم من النازحين أصلاً، إلى النزوح جنوبًا بالقوة، غير أن أعدادًا كبيرة من العائلات ترفض ترك بيوتها أو مغادرة المناطق الغربية، رغم الظروف الإنسانية القاسية، ما يزيد الضغط على قوات الاحتلال التي تسعى لإفراغ المدينة عبر المجازر والدمار.

ومن أبشع الجرائم الأخيرة كان قصف مدرسة أبو عاصي التابعة لوكالة الأونروا في مخيم الشاطئ. المدرسة كانت تؤوي مئات النازحين الذين فقدوا بيوتهم، لكن الاحتلال استهدفها بشكل مباشر، مخلّفًا دمارًا واسعًا وحالة من الرعب دفعت من تبقى من النازحين إلى الفرار نحو شوارع وأزقة مكتظة، بحثًا عن مأوى بديل لا وجود له.

وجاء استهداف المدرسة ضمن سياسة واضحة لضرب البنية التحتية الإنسانية في غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومراكز الإغاثة، في رسالة الصهيونية بأن "لا مكان آمن في القطاع".

وتمركزت آليات الاحتلال خلف بركة الشيخ رضوان، وسط أصوات انفجارات هزت الأحياء المحيطة، شمال مدينة غزة، وأشارت مراسلة قناة المسيرة في غزة، دعاء روقة إلى أن روبوتات مفخخة محمّلة بأطنان من المتفجرات لتدمير الأحياء السكنية قبل دخول قواته إليها، في مشهد يعكس نية تنفيذ اجتياح مدمر وسياسة الأرض المحروقة.

كما طال القصف كذلك مناطق جباليا البلد وجباليا النزلة، حيث أفادت المراسلة في قطاع غزة بأن تفجيرات واسعة وقعت في المربعات السكنية، ما أسفر عن ارتقاء المزيد من الضحايا المدنيين تحت الأنقاض.

وتواصل الغارات والمدفعية حصد أرواح المدنيين وتضاعف أعداد الجرحى، في مناطق وسط وجنوب القطاع فـمخيمات المغازي والبريج في الوسط تتعرض لقصف متكرر يتركز على الأحياء الشرقية، بينما تشهد خان يونس جنوبًا استهدافات يومية، خاصة في الأحياء الغربية المكتظة بالسكان، في تأكيد جديد أن لا منطقة آمنة في غزة، مهما حاول الاحتلال الترويج لذلك.

على الصعيد الإنساني، يزداد الوضع كارثية مع تفاقم أزمة المياه وانعدام المواد الغذائية الأساسية الكميات المحدودة من المساعدات التي يسمح الاحتلال بدخولها عبر المعابر لا تكفي لتغطية جزء يسير من احتياجات السكان، في وقت يحرم فيه أكثر من مليوني إنسان من الغذاء والدواء والكهرباء.

ويتحكم الاحتلال ليس فقط بكمية المساعدات، بل أيضًا بنوعيتها، فيسمح بدخول أصناف محدودة بينما يمنع ما هو ضروري لبقاء السكان على قيد الحياة، حيث تؤكد تقارير لمنظمات إغاثية أكدت أن يُدخل لغزة اليوم لا يغطي سوى 5% من الاحتياجات الأساسية، ما ينذر بمجاعة حقيقية إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

تعيش غزة وضع مأساوي في وضع يحاول الاحتلال فرضه تحت خيارين إما النزوح القسري جنوبًا أو مواجهة الموت تحت القصف، لكن آلاف العائلات لا تزال تتمسك بالبقاء في مدينة غزة، رافضة الخضوع لسياسة التهجير.

ويعكس هذا الصمود الشعبي، رغم الألم والخسائر، إصرارًا على مواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى تفريغ المدينة من سكانها وتحويلها إلى منطقة أشباح مدمرة.

خطابات القائد