جاء ذلك خلال احتشادها الشعبي، عصر الجمعة، في 48 ساحةً جماهيرية حملت شعار "وفاءً للشهداءِ.. لن نتراجعَ في إسنادِ غزةَ مهما كانت التضحيات"، في إطار التأكيد على ثبات الموقف المساند لغزة.

وفي المسيرات التي عمَّت مديريات وعزل الجوف، جدّد أحرارُ المحافظة تفويض َالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ الخيارات الرادعة للأعداء في ظل تماديهم الإجرامي في توسيع الاستباحة لشعوب أمتنا، والتي كان آخرها استهداف وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس في دولة قطر.

وأكدوا جاهزيتَهم للتحرك والإعداد لكل متطلبات المرحلة، منوّهين إلى استعدادهم لرفد القوات المسلحة اليمنية بالمال والعتاد والسلاح، داعين إلى إعلان حالة النفير العام.

ولفتوا إلى أن التحدياتِ المفروضةَ تفرضُ على الجميع التحركَ بشكل أوسع وحشد كل الطاقات والإمكانات لتعزيز الموقف اليمني الذي يتصاعد ضد الأعداء بشكل مستمر، مؤكدين أن جرائمَ الأعداء بحق المدنيين من أبناء شعبنا، لن يعود على العدو إلا بنتائج عكسية كارثية، والتجارب أثبتت وتثبت ذلك.

وفي السياق، صدر عن المسيرات بيان مشترك، قال فيه أحرار الجوف: "استجابةً لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ وجِهادًا في سَبِيلِهِ وابتغاءً لِمَرْضاتِهِ، واستجابةً لِرَسولِهِ محمدٍ -صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلّمَ-؛ وتلبيةً لِدعوةِ السيدِ القائدِ عبدالملك بدرالدين الحوثي (حفظه الله)، خرجنا اليومَ في مسيراتٍ مليونية؛ نُصرةً للشعبِ الفلسطينيِّ المسلمِ المظلومِ؛ وتضامُنًا مع كُلِّ المستهدَفينَ من أبناءِ أمتِنا الإسلاميةِ؛ وتعبيرًا عن ثباتِنا في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيليّ مهما كانت جرائمُه واعتداءاتُه".

وأضاف البيان: "نؤكِّــدُ أنَّ ما نقدِّمهُ كَشَعبٍ يَمنيٍّ من تضحياتٍ من مسؤولينَ أو مواطنينَ فَهِيَ للهِ وفي سبيلِهِ، واستجابةً لهُ، وتقَرُّبًا إليهِ، وطاعةً لهُ في أشرفِ وأعظمِ معركةٍ وفَّقنا اللهُ تعالى لِخوضِها؛ نُصرةً لغزةَ وهي أوضحُ مظلوميّةٍ في هذا العصرِ".

وخاطب شعبَ غزة: "نَعلَمُ مرارةَ الخِذلان التي تتعرّضون لها من أبناءِ أمتِكم مع هَولِ الإجرامِ الذي ينزِلُهُ بكم عدوُّكم، ولكنِ اصبروا فإنَّ اللهَ لا يضيعُ أجرَ الصابرين، ونحن معكم ولن نتركَكم بإذنِ اللهِ مهما كانتِ التضحياتُ، وندركُ بأنَّ ثمنَ المواقفِ العظيمةِ هوَ الدماءُ الزكيةُ ولكن عاقبتَها النصرُ الموعودُ والفتحُ المبينُ في الدنيا والآخرةِ، وأنَّ عاقبةَ التفريطِ الذُّلُّ والهوانُ في الدنيا والآخرة، والتاريخُ يشهدُ والمستقبلُ سيثبتُ ذلك، وسيندمُ المتربِّصونَ والذين في قلوبهم مرضٌ".

ولفت إلى أن الموقف اليمني يأتي أيضًا "دفاعًا عن أحدِ أعظمِ مقدَّساتِ الإسلامِ وهو الأقصى الشريفُ، وفي مواجهةِ أَطغَى طُغاةِ الدنيا وأبشعِ مُجرميها وهم اليهودُ الصهاينة، وفي إطارِ الواجبِ الدينيِّ الذي مَنْ يتنصّلْ عنهُ فهو يتنصّلُ عن دينِهِ، وفي إطارِ الضرورةِ والدفاعِ عن النفسِ والبلدِ والأُمَّةِ والذي"، مؤكداً أن "مَنْ يتراجعْ عنهُ فَهُوَ يقبَلُ بالاستعبادِ والاستباحةِ والإذلالِ من المجرمين الصهاينةِ".

وتابع البيان: "لا شكَّ أنَّ المعركةَ كبيرةٌ والمسافةُ بعيدةٌ والإمكاناتُ صعبةٌ، ولكنَّ بثقتِنا باللهِ وبتوكلِنا عليهِ واعتمادِنا عليهِ وبذلِ الأسبابِ العمليةِ والنفسيةِ سَيُوفِّقُ اللهُ لتحقيقِ المعجزاتِ وقهرِ الطغاةِ، وهو ما جَرَّبناه خلالَ سنواتِ جهادِنا وصبرِنا سابقًا، وسيحدُثُ بإذنِ اللهِ وتوفيقِهِ قريبًا وما النصرُ إلا من عندِ الله".

وأشار إلى أننا "ما زلنا في شهرِ ربيعِ النورِ والنبوة، وفي أجواءِ العودةِ الصادقةِ إلى رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلّمَ- وفي الوقتِ الذي تعيشُ فيه أُمَّتُه حالةً غيرَ مسبوقةٍ من الاستباحةِ والتفتُّتِ والتشرذُمِ؛ ووفاءً لدينِه ومنهجِه، فإنَّنا نعلنُ أنّنا متمسّكونَ بجهادِه وصبرِه وتضحياتِه، وعنوانِه الجامعِ الذي سمّانا بهِ وهو الإسلامُ".

وأعلنت قبائل الجوف في بيان المسيرات رفضَها "واقعَ التّقسيمِ والتفتيتِ الذي يفرِضُهُ الأعداءُ على الأُمَّةِ ونعتبرُ أنفسَنا أُمَّةً واحدةً وجسدًا واحدًا، ولها أعداءٌ واضحونَ حدّدهم القرآنُ الكريمُ وهم اليهودُ والنصارى".

واعتبرت "أيَّ عدوانٍ أو استباحةٍ في أيِّ شبرٍ من بلدانِ أُمَّتِنا هو استهدافٌ واستباحةٌ لنا جميعًا، وأيُّ شهيدٍ يرتقي في أيِّ بلدٍ هو شهيدٌ منا".

وأعلن البيان "تضامُنَنا مع الإخوةِ الأعزّاءِ من قياداتِ حركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ حماس الذين طالَهم الغدرُ الصهيونيُّ في قطر، ونتضامنُ أيضًا مع الأشقّاءِ في قطر، ونرفُضُ حالةَ الاستباحةِ الصهيونيةِ بحقِّهم وبحقِّ سيادةِ بلدِهم، ونقفُ في وجهِ حالةِ الاستباحةِ وقوفًا عمليًّا بكلِّ ما نستطيعُ، معتمدين ومتوكلين وواثقين في ذلك على اللهِ تعالى وهو حسبُنا ونعمَ الوكيلُ، نعمَ المولى ونعمَ النصير".


خطابات القائد